الجمعة 22-11-2024
ملاعب

صور : كرة القدم للشجعان ،، قاتل لأجل صديقك ودافع عن أحلامك وستنجح

621847-منتخب-الدنمارك-(2)


ملاعب - أنس عشا

لم تكن الدنمارك يوما قوة عظمى في كرة القدم، لم تتوج بكأس العالم مثل البرازيل وإيطاليا وألمانيا، ولم تقدم نجوما للتاريخ مثل مارادونا وميسي وكريستسانو رونالدو، نعم لديها بعض الأسماء ولكنها بالطبع غير كافية لصناعة اسم يخشاه الجميع، إلا أنها امتلكت أهم أسلحة كرة القدم " الشغف والإيمان" والذي جعل من اللاعبين جنود يقاتلون لأجل أحلامهم .

اضافة اعلان
 

 

في عام "1992" لم تتأهل الدنمارك لبطولة كأس أمم أوروبا، هو أمر عادي فهي ليست ذلك المنتخب الذي لا نتوقع غيابه عن المحافل الكبرى، إلا أنه للقدر رأي آخر، فقد تم استبعاد منتخب يوغسلافيا من البطولة التي أقيمت في السويد وتم الطلب من الدنمارك أن تشارك بدلا منها، إلا أن الوسط الرياضي وحتى الجماهير رفضت الدعوة لإن المنتخب لم يكن جاهزا لخوض البطولة .

 

 

مدرب المنتخب في ذلك الوقت وبعض النجوم أصروا على المشاركة، وكانت كما المتوقع خسارة وتعادل في أول جولتين من دور المجموعات، قبل أن يتعرض الفريق لموقف عاطفي تاريخي قبل المباراة الثالثة أمام فرنسا (المرشحة للقب)، ويتلخص بتمكن مرض السرطان من طفلة اللاعب فلويفرت والذي وجد نفسه مجبرا على العودة للدنمارك لوداعها في لحظاتها الأخيرة، وطلب من الفريق الفوز على فرنسا لأن ذلك سيساعد الطفلة على التعافي، ولأنه يرغب بالعودة لاستكمال البطولة معهم، ولتحدث معجزة كروية حقيقية بفوز الدنمارك على كبار القارة فرنسا، هولندا وألمانيا والتتويج بلقبها التاريخي الوحيد وعودة فلويفرت للفريق بعد تحسن حالة ابنته الصحية .

 

 

وبعد مرور "29" عام سقط إريكسن على الأرض بنوبة قلبية أثناء مباراة منتخب بلاده الإفتتاحية بيورو "2020" أمام فنلندا، ظن الجميع أنه قد رحل لكنه نجى بأعجوبة، وخسر فريقه في أول جولتين وبات الوداع قريبا، إلا أن الألتفاف الجماهيري المرعب خلف الفريق والروح القتالية والرغبة التاريخية لنجوم الدنمارك بإسعاد زميلهم العاجز عن مساندتهم في البطولة حولتهم لقوة لا يمكن الفوز عليها بالإمكانيات التكتيكة والفنيات، وأوصلتهم لنصف النهائي الذي سيلعب اليوم الأربعاء على ملعب ويمبلي في لندن، وكأن التاريخ يعيد نفسه .

 


 

عندما تشاهد صور المدرجات الدنماركية في يورو "2020"، وعندما ترى قتال اللاعبين وجماهيرهم وكأنهم في حرب حقيقية، وعندما تتطالع مشاهد الوداع الشعبي لرفاق إريكسن قبل ذهابهم للندن، ستعلم أن الإحتراف والصناعة والأموال لن تغير من كرة القدم، وستبقى لعبة الشعوب البسيطة والقادرة على صناعة الأحلام بالحب والإيمان .. فهل تكون نسخة 2020 لأجل إريكسن !؟