ملاعب -تغيرت النظرة السائدة عن اللاعبين الإنجليز ومدى قدرتهم على النجاح خارج بلادهم، بعد الأداء المميز الذي قدمه جود بيلينجهام مع ريال مدريد الموسم الماضي، إضافة إلى توهج هاري كين على المستوى الفردي ونيله جائزة هداف البوندسليجا مع بايرن ميونخ.
ففي السابق كان ينظر إلى الإنجليز على أنهم لاعبين "مبالغ في تقديرهم"، بسبب الهالة التي يحصلون عليها من إعلام بلادهم، ما جعل الكثير يشكك في إمكانية نجاح نجوم أمثال فرانك لامبارد وجون تيري وستيفن جيرارد، في حال لعبوا خلال مسيراتهم مع أندية غير إنجليزية.
لكن تألق بيلينجهام وكين، أثبت أن إنجلترا قادرة على إنجاب نجوم من الطراز العالمي، وبات الإنجليز مطلبا لدى عمالقة القارة العجوز بسبب قدراتهم الفذة
تجارب فاشلة
في تسعينيات القرن الماضي، كان اللاعبون الإنجليز الذين يلعبون في الخارج، من النوادر، وربما يتذكر التاريخ 3 منهم خاضوا تجارب متباينة في الملاعب الإيطالية.
الأول هو ديفيد بلات، الذي انتقل من أستون فيلا إلى باري الإيطالي 1991، وسجل 11 هدفا في موسمه الأول، ما أمن له الانتقال إلى يوفنتوس، ولم يبق طويلا ورحل إلى سامبدوريا الذي خاض معه موسمين، وأحرزه برفقته لقب كأس إيطاليا في الموسم 1993-1994.
أما اللاعب الثاني فهو نجم الوسط بول إينس، الذي ترك مانشستر يونايتد في العام 1995 متوجها إلى إنتر، ولم يفز بلقب واحد خلال موسمين في الملاعب الإيطالية، ليعود إلى إنجلترا لكن هذه المرة مع ليفربول.
وفشل بول جاسكوين في قيادة لاتسيو إلى الألقاب خلال 3 مواسم مع الفريق بين عامي 1992 و1995، تخللتها مشاكل مع الإصابات إلى جانب الآثار السلبية للحياة المتهورة للنجم الإنجليزي خارج المستطيل الأخضر.
تبديل النظرة السائدة
وفي العام 2003، انتقل نجم الكرة الإنجليزية دافيد بيكهام إلى ريال مدريد قادما من مانشستر يونايتد، حاملا معه توقعات ضخمة، فقدم أداء متباينا، ونجح أخيرا في الفوز بلقب الدوري الإسباني في الموسم 2006-2007، بعدما فرض باحترافيته نفسه على مدرب الفريق حينها فابيو كابيلو.
تجربة بيكهام في ريال مدريد أفادته في القسم الثاني من مسيرته، حيث قاد لوس أنجلوس جالاكسي لإحراز لقب الدوري الأمريكي للمحترفين، وخاض فترتي إعارة مع ميلان كان هدف الفريق الإيطالي تسويقيا بالدرجة الأولى، قبل أن يختتم مسيرته بإحراز لقب الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان.
لكن هناك لاعبين إنجليز آخرين لم يتمتعوا بنفس نجاح بيكهام، مثل زميله السابق في ريال مدريد مايكل أوين، الذي عاش في ظل "الظاهرة" رونالدو قبل أن يعود إلى بلاده منتقلا إلى نيوكاسل، والمدافع جوناثان وودجيت الذي قدم أداء كارثيا مع الفريق الملكي.
وبعكس ذلك حققت بعض الأسماء نجاحات خارجية كبيرة على غرار أوين هارجريفز مع بايرن ميونخ وستيف مكمانمان مع ريال مدريد.
تغيير تدريجي
بدأت النظرة إلى الإنجليز تتغير تدريجيا، بسبب تخمة النجوم في فرق البريميرليج، ما أرغم بعض اللاعبين على البحث عن فرصة أخرى خارج حدود وطنهم، فكانت البداية عند كريس سمولينج الذي ترك مانشستر يونايتد في خطوة جريئة، وانضم إلى روما ليحقق النجاح هناك ويساهم في فوز الفريق بأول لقب في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي.
نجاح سمولينج دفع روما للاستعانة بمهاجم تشيلسي تامي أبراهام، الذي حقق نجاحا لافتا في موسمه الأول مع "الذئاب" مسجلا 27 هدفا في كافة المسابقات، قبل أن ينخفض مستواه في الموسم الثاني، وتمنعه الإصابات من المشاركة كثيرا في الموسم الثالث.
لاعب آخر هرب من تشيلسي حصل عن فرصة للنجاح، هو المدافع فيكايو توموري، الذي فاز مع ميلان بلقب الدوري الإيطالي، ووصل معه إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وفاز كيران تريبير بلقب الدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد.
بيد أن النجاح الحقيقي للإنجليزي بدأ عن طريق جادون سانشو، الذي كان مع بوروسيا دورتموند أحد ألمع صانعي الأهداف في القارة الأوروبية، قبل أن يتخذ خطوة العودة إلى إنجلترا وينضم إلى مانشستر يونايتد.