ملاعب - تنبأ كثر بمستقبل واعد للمهاجم الأرجنتيني لوسيانو فييتو، عندما انتقل إلى صفوف أتلتيكو مدريد الإسباني في عام 2015، بعد تألقه اللافت في صفوف فياريال، لكنه لم يرق أبدًا إلى مستوى التوقعات بعد تجارب عدة في القارة العجوز، قبل أن يجد ضالته مع الهلال السعودي.
وفرض فييتو (29 عاما) نفسه نجما في مباراة الإنجاز التاريخي أمام فلامنجو البرازيلي (3-2)، الثلاثاء الماضي، في نصف نهائي مونديال الأندية.
اقتنص فييتو ركلتي جزاء سجل منهما سالم الدوسري الهدفين الأول (4) والثاني (45+9)، ووجه الضربة القاضية لبطل ليبرتادوريس بتسجيله الهدف الثالث بطريقة رائعة (70)، علما بأنه تسبب في طرد مدافع فلامنجو جيرسون سانتوس في ركلة الجزاء الثانية بالإنذار الثاني.
وسيكون فييتو أمام مهمة أصعب، عندما يقود هجوم الزعيم السبت المقبل، أمام ريال مدريد "غريم الأمس"، في نهائي مونديال الأندية المقام حاليا بالمغرب.
بصمة بارزة
ساهم فييتو بشكل كبير في فك الهلال لعقدته في نصف النهائي 2019 في قطر، عندما خسر أمام فلامنجو بالذات (1-3)، و2021 في الإمارات أمام تشيلسي الإنجليزي (0-1)، وقاده إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه وفي مشاركته الثالثة بمونديال الأندية.
يخوض فييتو تجربته الثانية في صفوف الهلال بعدما انضم إليه شتاء 2020 من دون أن يقنع، فتركه منتصف الموسم الماضي للعب على سبيل الإعارة مع الجار الشباب، قبل أن يعود إلى صفوف الزعيم هذا الصيف.
فييتو من طينة المهاجمين الأذكياء والسريعين بفنيات عالية، شبَّهه المراقبون في بداياته بمواطنه خافيير سافيولا، حيث بزغ نجمه وهو في الـ19 مع راسينج كلوب (موسم 2011-2012) بعدما لعب مع فريق الشباب موسما واحدا قادما من إستوديانتيس دي لا بلاتا.
بداية لافتة ومعاناة
كان فييتو مصدر اهتمام العديد من الأندية في القارة العجوز، ونجح فياريال في الفوز بخدماته لمدة 6 مواسم مقابل 6 ملايين يورو (2014-2015).
لفت الأنظار مع الغواصات الصفراء، بتسجيله 20 هدفا في 48 مباراة في مختلف المسابقات، لكن مشواره سلك مسارًا لم يكن يتخيّله أحد في صيف 2015.
وصل المهاجم الأرجنتيني إلى أتلتيكو مدريد كواحد من أفضل التعاقدات في الصيف، باستثمار قدره 20 مليونًا، بمعدل مليون يورو مقابل كل هدف سجله مع فياريال (20 هدفا في 48 مباراة).
في عام 2015، كان فييتو يبلغ من العمر 21 عامًا وامتلك كل الصفات اللازمة للنجاح، بزوغ نجمه جسَّده على ملعب "فيسنتي كالديرون" نفسه، عندما تلاعب بالقائد دييجو جودين وحارس المرمى ميجيل أنخل مويا مسجلا هدف الفوز لفياريال (1-0).
لكن تلك الأحاسيس الرائعة التي تركها في سنته الوحيدة في صفوف فريق "الغواصة الصفراء" لم تنتقل أبدًا إلى أتلتيكو، حيث اختار مواطنه مدرب أتلتيكو مدريد دييجو سيميوني 3 أسماء لمستقبل الأرجنتين في مقابلة أجريت في تموز/يوليو 2013: أنخل كوريا ورودريجو دي بول وفييتو.
كوريا ودي بول يدافعان عن ألوان "روخيبلانكوس" الآن وتوجا بلقب كأس العالم مع منتخب بلادهما في قطر أواخر العام الماضي، فيما يتواجد فييتو في السعودية متوجا بلقب الدوري المحلي (2021) وكأس الملك (2020) والكأس السوبر المحلية (2021).
فشل أوروبي
سجل فييتو 3 أهداف فقط خلال دفاعه عن ألوان أتلتيكو بينها واحد في الدوري، كان هدفا لا ينسى لأنه الأول له كأساسي في صفوف الفريق وكان هدف التعادل في الديربي ضد الجار ريال مدريد في الدقيقة 83 في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2015 على ملعب فيسنتي كالديرون.
فشل فييتو في فرض نفسه أساسيا في تشكيلة أتلتيكو مدريد، واستمر الحال حتى خلال إعارته من طرف فريق العاصمة 3 مرات: الأولى إلى مواطنه إشبيلية (2016-2017)، والثانية إلى مواطنه فالنسيا (2018)، والثالثة إلى فولهام الإنجليزي (2018-2019).
تخلى عنه أتلتيكو مدريد إلى سبورتنج البرتغالي موسم 2019-2020 مقابل 7 ملايين يورو، ولم يمض معه سوى موسم واحد، حيث انتقل في خطوة مفاجئة إلى صفوف الهلال في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 ولمدة 3 أعوام.
وقتها قال فييتو "مستعد لخوض تحدٍ آخر، في أكبر قارات العالم، القارة الآسيوية، وأنا سعيد لتمثيل بطلها الهلال".