ملاعب - تقام في العاشرة مساء اليوم، الأحد، قمة نارية بين السنغال وإنجلترا باستاد "البيت"، ضمن منافسات دور الـ16 من بطولة كأس العالم 2022 المقامة حاليًا في قطر وتستمر حتي 18 ديسمبر الجاري، ويبحث أسود التيرانجا عن العبور إلى دور الثمانية، لتكرار الإنجاز الغائب عن أسود التيرانجا منذ 20 عاماً.
لم يكن أحد يتوقع على الإطلاق ما فعله منتخب السنغال في كأس العالم عام 2002، وأن يتألق هذا المنتخب الإفريقى الذى تأهل للمونديال لأول مرة في تاريخه بهذا الشكل، بل ويصل إلى ربع نهائى البطولة.
المنتخب السنغالي تأهل للمونديال بعد تصفيات قوية، على حساب منتخب مصر الذى كان منافسه المباشر، إضافة إلى منتخبات الجزائر والمغرب وناميبيا.
المثير فى الأمر أن قرعة البطولة كانت صادمة لأسود التيرانجا، حيث أوقعتهم فى المجموعة الأولى وجهاً لوجه أمام منتخب فرنسا حامل اللقب، وصاحب العروض الرائعة فى مونديال 1998، مما أكد للجميع أن الحلم السنغالى سينتهى سريعاً، إلا أن أحدً لم يكن يعلم أن هناك مفاجأة كبرى سوف تحدث.
حدثت المفاجأة بعد نصف ساعة فقط من مباراة الافتتاح، عندما سجل بابا بوبا ديوب أول أهداف المونديال لصالح منتخب السنغال فى شباك ديوك فرنسا، ولكن المفاجأة الأكبر إثارة كانت هى نتيجة المباراة التى انتهت بفوز السنغال بهذا الهدف على حامل اللقب، ليكرر السنغاليون ما فعله منتخب الكاميرون فى مونديال 1990 أمام الأرجنتين حامل لقب 86.
المنتخب السنغالي وقتها كان يمتلك جيلاً ذهبياً بقيادة الحاجى ضيوف وهنرى كمارا، إضافة إلى لاعبين أمثال خليلو فاديجا، بوبا ديوب، ساليف دياو، لامين دياتا وأليو سيسيه، بقيادة مدربهم الراحل برونو ميتسو، ولكن ما فعلوه كان يستحق الإشادة بشكل كبير.
في المباراة الثانية تعادل المنتخب السنغالي مع نظيره الدنماركي بهدف لمثله، ثم تعادل في الجولة الأخيرة أمام أوروجواى، بثلاثة أهداف لمثلهم، في واحدة من أجمل مباريات المونديال، ليقتنصوا بطاقة التأهل لدور الـ 16 مع الدنمارك، على حساب أوروجواي، وفرنسا التى تذيلت الترتيب دون أن يسجل نجومها أى هدف، في صدمة كبرى لعالم كرة القدم.
الحلم السنغالى لم يتقوف عند هذا الحد، ففي مباراة دور الت 16 واجهوا منتخب السويد، ورغم أن الأسكندنافيين تقدموا بهدف سجله النجم هنريك لارسون، إلا أن هنرى كمارا سجل هدف التعادل للسنغال.
المباراة توجهت لشوطين إضافيين، إلا أنهما لم يكتملا بعدما سجل كمارا الهدف الثانى له ولمنتخب بلاده، بمهارة رائعة، وكان هذا هو الهدف الذهبي الذى قاد السنغال للمربع الذهبى، في حدث تاريخى، نظراً لأنه حقق ذلك فى المشاركة الأولى له بالمونديال، إضافة إلى أنه كان ثاني منتخب إفريقى على الإطلاق يصل لهذه المرحلة، بعد منتخب الكاميرون في مونديال 1990.
ربع النهائي كان هو نهاية الحلم السنغالي الأفريقي، حيث أنهم تذوقوا مرارة نفس الكأس الذين سقوه لمنتخب السويد، وخسروا أمام تركيا بهدف ذهبي سجله إلهان مانسيز، بعد نهاية المباراة بالتعادل السلبي، ولكن ظل ما قدمه نجوم السنغال واحدة من أجمل القصص في تاريخ كأس العالم.