ملاعب -بات مستقبل كريستيانو رونالدو، قائد منتخب البرتغال، غامضًا على المستوى الدولي بين الاعتزال بعد الخروج من بطولة كأس العالم 2022، والاستمرار للحصول على فرصة أخرى للفوز بلقب نسخة 2026.
ودخل رونالدو منافسات كأس العالم 2022، الجارية في قطر، بتحديات ودوافع عدة بعد أزمة تصريحاته في الحوار الشهير مع الإعلامي بيرس مورجان مع ناديه السابق مانشستر يونايتد، والتي أدت لفسخ العقد بين الطرفين.
وكان صاحب الـ37 عامًا يمني نفسه بالتتويج بلقب كأس العالم للمرة الأولى في مسيرته، وكذلك تاريخ المنتخب البرتغالي، لكنه فشل في تحقيق ذلك، غير أن دوره تقلص مع الفريق بصورة ملحوظة، بعد أن كان النجم الأبرز.
منتخب البرتغال، الذي تأهل في صدارة المجموعة الثامنة على حساب أوروجواي وغانا وكوريا الجنوبية وتخطى سويسرا في ثمن النهائي، ودع البطولة على يد المنتخب المغربي من الدور ربع النهائي.
وانهار كريستيانو بالبكاء أثناء خروجه من ملعب "الثمامة" عقب صافرة نهاية مباراة المغرب، في لقطة أثارت تعاطف المنتقدين قبل المعجبين، وقيل إنها قد تكون مشهد نهاية اللاعب على المستوى الدولي.
مشاركة ضعيفة.. ورقمان مميزان
وشارك رونالدو في المباريات الخمس التي لعبها منتخب البرتغال في كأس العالم 2022، لكن بصمته لم تكن كالمعتاد.
فصحاب الـ37 عامًا شارك في 3 مباريات فقط كأساسي، ومباراتين كاحتياطي، هما مباراتا الأدوار الإقصائية، وفشل في فك عقدته بالتسجيل فيها على مدار مشاركاته بالبطولة.
ولعب رونالدو بمعدل 58 دقيقة في المباراة الواحدة، وسجل هدفًا واحدًا، جاء في أول مباراة أمام غانا، بينما لم يصنع أهدافًا لزملائه.
لكنه في نفس الوقت حقق رقمين مميزين خلال مشاركته في البطولة، أولهما أنه أصبح أول لاعب في التاريخ يسجل في 5 نسخ من المونديال، وثانيهما أنه بات أكثر لاعب مشاركة في مباريات على المستوى الدولي عبر التاريخ بـ196 مباراة، متساويًا مع الكويتي بدر المطوع.
"سألعب يورو 2024"
بالعودة إلى سبتمبر الماضي، فإن رونالدو صرح في مقابلة صحفية بأنه يريد الاستمرار مع منتخب البرتغال حتى كأس أمم أوروبا 2024 في ألمانيا.
التصريحات وقتها أثارت استغراب المتابعين، لأن رونالدو سيكون عمره وقتها 39 عامًا.
"سأعتزل لو فزت بكأس العالم"
لكن الدون، وفي المقابلة الشهيرة التي أجراها مع الإعلامي بيرس مورجان" نوفمبر الماضي، قبل أيام من انطلاق كأس العالم في قطر، أكد أنه "سيعتزل فورًا حال فاز بالمونديال".
تصريحات رونالدو خالفت تأكيداته السابقة حول الاستمرار على المستوى الدولي حتى يورو 2024، لكن فشله لاحقًا في المونديال يعني نيته في استكمال مسيرته.
أزمة الدكة
لكن خلال بطولة كأس العالم تحولت علاقته مع مدربه فرناندو سانتوس، فالمدرب البرتغالي الذي اعتاد على الدفع بالدون أساسيًا، أجلسه على مقاعد البدلاء مرتين في أهم بطولة.
جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء أثار أزمة بينه ومدربه، لدرجة أن البعض زعم أن اللاعب هدد بترك المعسكر، قبل أن ينفي الاتحاد البرتغالي هذه الأنباء.
لكن الأكيد أن استبعاد رونالدو أثر على علاقته مع سانتوس، حتى ولو صرح اللاعب والمدرب بعكس ذلك أمام الكاميرات.
هذه الأزمة ربما يكون لها أثر في قرار رونالدو بالاستمرار مع المنتخب من عدمه.
تصريحات مبهمة عقب الخروج
لكن أمس الأحد، خرج رونالدو بتصريحات جديدة مبهمة حول مستقبله مع المنتخب البرتغالي.
وقال رونالدو عبر "إنستاجرام"، "كان الفوز بكأس العالم مع البرتغال أكبر حلم في مسيرتي، لقد فزت بالعديد من الألقاب، لكن وضع اسم البرتغال ضمن قائمة الشرف للمنتخبات التي توجت بلقب المونديال كان حلمي الأكبر".
وأضاف "لقد قاتلت من أجل المونديال.. في المباريات التي شاركت بها في نهائيات كأس العالم على مدار 16 عامًا، كنت دائمًا بجانب لاعبين رائعين وبدعم من ملايين البرتغاليين، بذلت قصارى جهدي، سأترك كل شيء في الميدان، لكني لم أدر وجهي أبدًا عن القتال ولم أتخل أبدًا عن هذا الحلم".
وأكمل "للأسف، انتهى الحلم.. أريدكم جميعًا أن تعرفوا أن الكثير قد قيل، وكُتب الكثير، وأثيرت الشائعات والتكهنات هنا وهناك، لكن التفاني للبرتغال لن يتغير أبدًا، ولن أدير ظهري أبدًا لزملائي وبلدي".
شقيقة رونالدو تدخل على الخط
بدورها، دخلت كاتيا أفييرو، شقيقة رونالدو، على خط الجدل، عندما كتبت عبر حسابها على "إنستاجرام" يوم خروج البرتغال من المونديال "سن الـ41 هو جوهر الحياة".
جملة اعتبرها كثيرون تلميحًا من شقيقة الدون باستمراره في الملاعب حتى سن الـ41 ليخوض منافسات كأس العالم 2026.
لكن رونالدو في حواره مع بيرس مورجان قبل انطلاق المونديال قال "أريد أن ألعب سنتين أو 3 سنوات أخرى، كحد أقصى، أريد أن أنهي مسيرتي في سن الأربعين، إنه عمر جيد، لكني لا أعرف المستقبل".
وحتى الآن، لم يعلن رونالدو بوضوح موقفه من اللعب على المستوى الدولي في الأعوام القليلة المقبلة، ليستمر الجدل مصاحبًا له.