ملاعب - أنس عشا
شهدت الأيام الماضية انجازا كرويا عربيا منقطع النظير بتأهل المنتخب المغربي لنصف نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات " المغرب 2022 " ولنهائيات كأس العالم أستراليا ونيوزيلندا "2023" كأول منتخب عربي يصل لهذه المرحلة، ووصل منتخب تونس لربع نهائي البطولة الإفريقية لأول مرة في تاريخه أيضا .
بالطبع الوسط الرياضي النسوي في الأردن سعيد للإنجاز العربي إلا أن الحسرة كبيرة على ضياع الحلم الأردني بعد أن كان منتخب النشميات المرشح الأبرز دائما للتواجد القاري والمونديالي، وفي هذه النسخة تحديدا كانت بطلات العرب مرشحات فوق العادة للذهاب إلى أستراليا ونيوزيلندا، خصوصا وأن أستراليا لم تكن لتنافسنا على مقعد كونها مستضيفة، ومقاعد آسيا ارتفعت لـ 5 مقاعد ومقعدي ملحق، إلا أننا لم نتأهل لكأس اسيا حتى .
علينا الإعتراف، تمر كرة القدم النسوية بأزمة كارثية، تهدد أحد أكثر القطاعات الرياضية نجاحا على المستوى المحلي، والذي منح الشارع الرياضي الأردني الفرح في العديد من المناسبات، وكان بوابة بطولة كأس العالم للأردن، عندما استضفنا مونديال الشابات عام 2016، ومخزن الألقاب العربية والآسيوية على صعيد المنتخبات والأندية.
كرتنا النسوية باتت في حالة صعبة فبعد أن خسرت أكثر الفرق تتويجا بالألقاب شباب الأردن ورفيق دربه عمان، بسبب العجز المادي الخانق والذي قاد الإدارت لهذا القرار الصعب،أما سوء إدارة الملفات الفنية في المنتخبات فإنه بات أمر مزعج للغاية؛ ففي عام 2018 أحضرنا مدربا لا يعلم شيء عن كرتنا فظهرنا بنسخة كارثية على أرضنا، وفي 2022 أحضرنا مدرب عجز عن قيادتنا للتأهل لكأس اسيا واستبعد نخبة اللاعبات وذهب للتصفيات ببديلات " ناشئات "، فلم نتأهل على الرغم من أننا أبطال كأس العرب ونمتلك كوكبة عظيمة من اللاعبات، وكنا أول من دخل عالم الاحتراف من دول المنطقة ببطولات منظمة وتحظى بحضور جماهيري، والكارثة أنه مستمر ليجرب " لاعبة الوسط في الدفاع ،، والمهاجمة على الجناح " رغم كثرة النجمات في جميع المراكز .
عمان الذي توج قبل عام بلقب دوري أبطال اسيا، في انجاز تاريخي على مستوى الكرة للجنسين، وليس للأردن فقط، بل لبلاد الشام أجمع والتي انحصرت انجازاتها على بطولات المستوى الثاني، وشباب الأردن الذي انهى رحلته بلقب غرب اسيا، باتا جزءا من ماضي كرة القدم، بسبب سوء إداراة ملفاتنا الرياضية، فكم سنخسر أيضا؟!
البوصلة باتجاه الحلول مفقودة، والانجازات الكبيرة التي تحققت باتت مهددة بأن تصبح محصورة في خانة الذكريات، الجميع يتطور في ملف الكرة النسوية والأردن كان السباق، فهل سنتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه للحفاظ على المكتسبات السابقة، أما أن رحلة التراجع ستعيدنا لنقطة البداية،وهل سيبقى تركيزنا على الأمور الهامشية بدلا من الأساسات !؟