الأربعاء 05-03-2025
ملاعب

نهاية مفتوحة.. دوران يضع رونالدو والنصر أمام قنبلة موقوتة

images (2)


تختلف النهايات، ولكن دائما ما تكون أغلب البدايات جميلة في مختلف أمور الحياة، فعندما تدق عقارب الساعة معلنة عن بداية الرحلة، فإن الهدف الأساسي هو تخليد ذكرى لا تنسى.
اضافة اعلان

وينطبق هذا الأمر على الطريقة الرائعة التي ظهر بها الكولومبي جون دوران مع النصر، في مبارياته الأولى، بمستويات لافتة، قبل أن يتراجع النسق بشكل واضح.

صحيح أن اللاعب البالغ من العمر 21 عاما، لم يخض سوى 6 مباريات حتى الآن، إلا أن بدايته مع الفريق كانت نارية، لدرجة أن البعض تخيل هجوم النصر بدون الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، بسبب تألقه.


بداية نارية

عندما أعلن "العالمي" عن صفقة دوران، خرج النجم الكولومبي في الإعلان الرسمي، ليقول: "لا أستطيع الانتظار، وليس لدي وقت للحديث، أراكم في المباراة القادمة".

وبعد أيام قليلة من التوقيع، قرر الإيطالي ستيفانو بيولي، مدرب النصر، الزج به في التشكيلة الأساسية لمباراة الوصل الإماراتي في دوري أبطال آسيا للنخبة.

ورغم الانتقادات التي أحاطت بالصفقة، بسبب تدعيم مركز رأس الحربة، في الوقت الذي يمتلك فيه النصر رونالدو، إلا أن دوران قدم مباراة مثالية ضد الوصل، بتحركات رائعة، وتهديد مستمر على مرمى الخصم.

تحركات دوران كانت سببا رئيسيا في إرهاق دفاعات الوصل، وتفريخ المساحات لرونالدو، وقد ظهر ذلك في الارتقاء الخيالي الذي قام به "الدون" في الهدف الثالث عند الدقيقة 78.

توهج دوران لم يتوقف عند هذا الحد، حيث تمكن من تسجيل 4 أهداف على مدار مباراتين متتاليتين خلال مواجهتي الفيحاء وأهلي جدة، بالجولتين 19 و20 من دوري روشن.

مباراة الأهلي على وجه التحديد، كان دوران نجمها الأول، خاصة بسبب هدفه السينمائي الذي تلاعب فيه بدفاعات "الراقي" عند الدقيقة 88.

كل هذا التألق، دفع الجماهير النصراوية والمنصات الإعلامية، للإشادة بقدرات دوران، ومدى أهميته في تشكيلة "فارس نجد" خلال المراحل المقبلة من الموسم.

تراجع يصحبه هجوم

البداية النارية لم تستمر طويلا، بعدما تعرض دوران لإصابة عضلية، تسببت في ابتعاده عن التعادل مع بيرسبوليس الإيراني سلبيا، في ختام مجموعات آسيا.

وسرعان ما عاد للمشاركة بعد 4 أيام من مواجهة بيرسبوليس، حيث قرر بيولي الدفع به خلال الخسارة من الاتفاق (2-3)، بالجولة 21 من الدوري.

وظهر دوران في تلك المباراة، بمستوى متواضع، واستسلم لرقابة لاعبي الاتفاق، بالإضافة لحصوله على بطاقة حمراء مجانية في الدقائق الأخير، نتيجة الاعتداء على أحد لاعبي الخصم، ليغيب عن المباراة التالية ضد الوحدة.

وكانت الجماهير تمني النفس برؤية نفس النسخة التي بدأ بها دوران مسيرته، ولكنها اصطدمت باستمرار سوء مستواه، حيث فشل في تقديم أي شيء يذكر، خلال الخسارة أمام العروبة (1-2).

وبخلاف الخسارة، فإن دوران تعامل مع زملائه بشكل غير لائق، بعصبية زائدة بعد استقبال الهدف الأول، حيث ظل يوبخ خط الدفاع، رغم أنه لاعب محترف ولا يزال جديدا، وهو ما تداولته وسائل الإعلام على نطاق واسع.

واستمر الوضع على ما هو عليه خلال التعادل السلبي أمام استقلال طهران الإيراني، أمس الإثنين، في ذهاب ثمن نهائي نخبة آسيا، حيث كان دوران اللاعب الأسوأ بين لاعبي الفريقين، بحصوله على تقييم 6 درجات من 10.

جاء ذلك، بعدما أهدر 4 فرص محققة للتسجيل، ليتعرض لهجوم جماهيري كبير، حيث كانت تتوقع منه تعويض غياب رونالدو، ولكنه فشل.

قنبلة موقوتة

تراجع مستوى دوران، تزامنا مع تعثر النصر أمام الاتفاق والعروبة ثم التعادل في آخر مباراتين بدوري النخبة الآسيوي، قد يتسبب في انفجار قنبلة موقوتة خلال الأيام المقبلة.

النصر ينافس على لقبي دوري أبطال آسيا ودوري روشن، ولكنه بات مهددا بعدم تحقيق أي لقب محلي أو قاري للموسم الثاني تواليا، وهو ما سيشغل غضب رونالدو إلى حد كبير.

رونالدو كان قد طلب تدعيم صفوف الفريق منذ بداية الموسم، بالعديد من الأسماء الأجنبية في منتصف الملعب والجناح الأيمن، حيث ارتبط توقيع العقد الجديد، بحجم الصفقات والتطلعات التي تدور في رأس الإدارة.

لكن بدلا من ذلك، قرر النادي التعاقد مع ثنائي برازيلي تحت السن، متمثلا في أنجيلو جابرييل وويسلي جاسوفا، وفشلا في تقديم الإضافة المطلوبة حتى هذه اللحظة.

ومع حلول فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، عادت التقارير الصحفية لتؤكد أن رونالدو طلب تدعيم نفس المراكز، ولكن النصر قرر التعاقد مع دوران.

وبدلا من تلبية احتياجات الفريق المتمثلة في طلبات رونالدو، فقد قرر النادي ضم رأس حربة في نفس مركزه، ليتراجع مستوى دوران بشكل واضح بعد مرور فترة بسيطة فقط من التعاقد معه.

ذلك التراجع، بالتزامن مع سوء النتائج، قد يؤدي لجميع الاحتمالات الصعبة، منها تراجع "الدون" عن التجديد ورحيل بعض الشخصيات الإدارية واللاعبين، فضلا عن حالة الاحتقان الجماهيري التي ستضرب النادي، بسبب الابتعاد المستمر عن الألقاب المحلية والقارية.

ماذا عن النهاية؟

تختلف النهايات من شخص لآخر، ولكن دوران لا يزال صغيرا، ويمتلك القدرات والإمكانيات التي تؤهله للرد على جميع الانتقادات، ومساعدة الفريق في المراحل المقبلة.

وعودة دوران لمستواه، ستعتمد على الدعم الجماهيري في اللحظات القادمة من الموسم، بالإضافة لعودة الفريق بأكمله إلى الطريق الصحيح، من أجل مساعدته على التسجيل وحسم المباريات، وقيادة "العالمي" نحو منصات التتويج رفقة رونالدو.

لكن الفشل في تحقيق أي لقب، سيتسبب في زيادة الضغوطات على دوران والتي قد تؤدي لفشله في التأقلم خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأنه لا يمتلك الخبرات الكافية للتعامل مع مثل هذه المواقف، لأنه لا يزال صغيرا.

صحيح أن دوران لعب في المسابقة الأقوى في العالم وهي البريميرليج، رفقة أستون فيلا، ولكنه رحل سريعا، ولم يكتسب الخبرات الكافية التي تجعله صامدا أمام الهجمات الجماهيرية في بداية مسيرته.