ملاعب - يأمل ليوناردو جارديم أن يصبح أول مدرب برتغالي يفوز بلقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم، حيث يقود فريق الهلال السعودي أمام بوهانغ ستيلرز في المباراة النهائية، يوم الثلاثاء.
شرف التتويج القاري الذي حققه المدربون البرتغاليون لأول مرة في أوروبا تحت قيادة المدرب آرثر جورج في 1987 مع نادي بورتو، وتلاه مرتين من قبل جوزيه مورينيو منذ ذلك الحين، وفي أمريكا الجنوبية في عام 2019 من قبل مدرب الهلال السابق خورخي جيسوس مع فلامنجو، وفي العام التالي بواسطة أبيل فيريرا مع نادي بالميراس، لا يزال هذا الشرف غير مسبوق في أكبر قارة في العالم، حيث يتقدم جارديم لاستغلال الفرصة وصناعة التاريخ لوطنه.
النجاح في بلاده
غادر جارديم موطنه الأصلي فنزويلا إلى موطن والديه البرتغال عندما كان طفلاً صغيراً، وبدون الكثير من التجربة الكروية، تولى التدريب في سن مُبكرة في الـ22 من عمره، بدءاً من فرق الشباب في مطلع القرن قبل أن يتولى لأول مرة مهمة كبيرة كمدير فني لفريق الدرجة الثالثة كاماتشا عام 2003.
بعد سنوات في المستويات الدنيا من كرة القدم البرتغالية، شق جارديم طريقه إلى الدرجة الأولى، وقاد فريق بيرا مار إلى الصعود في موسم 2009-2010، وهو موسمه الكامل الوحيد في النادي قبل أن ينضم إلى فريق براغا في الدوري البرتغالي الذي قاده إلى المركز الثالث فيه موسم 2011-2012.
بعد نهاية مفاجئة لفترته في اليونان حيث غادر نادي أولمبياكوس بعد مرور سبعة أشهر فقط من عقده الذي يمتد لمدة عامين، عاد جارديم إلى وطنه، حيث تم تعيينه من قبل نادي سبورتينغ لشبونة. في العاصمة البرتغالية قاد فريقاً مليء باللاعبين الواعدين بما في ذلك لاعبين أمثال إريك داير وويليام كارفالو إلى المركز الثاني.
النجاح مع موناكو
ربما كان النادي الذي يرتبط به اسم جارديم أكثر من غيره هو موناكو الفرنسي. تم تعيين البرتغالي في صيف 2014 ليحل محل كلاوديو رانييري.
في الفريق الفرنسي، شرع جارديم في تقديم فريق شاب، واستبدال عدد من اللاعبين كبار السن أمثال ديميتار برباتوف، في حين قام بتهيئة المواهب مثل كيليان مبابي، وبرناردو سيلفا، وفابينيو، وتيموي باكايوكو، الذين شكلوا قلب واحدة من أفضل القوى الهجومية في أوروبا.
في موسم 2016-2017، صنع فريق جارديم التاريخ، حيث أنهى هيمنة باريس سان جيرمان على الدوري الفرنسي لمدة أربع سنوات وجمع 95 نقطة ليفوز موناكو بلقب الدوري لأول مرة منذ 17 عاماً.
أصبح جارديم اسماً مألوفاً في جميع أنحاء أوروبا عندما تصدّر فريق موناكو مجموعته في دوري أبطال أوروبا موسم 2016-2017، حيث واجه مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا، وبعد خسارته في مباراة الذهاب على ستاد الاتحاد 3-5، نجح على أرضه حيث سجل مبابي وفابينيو وباكايوكو في التسجيل ليحقق انتصاراً مشهوراً ويرسل موناكو الى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2003-2004.
استمرت رحلة أحلامهم في الدور التالي، وفاز رجال المدرب جارديم على بوروسيا دورتموند في مجموع المباراتين 3-2 و3-1. أثبت يوفنتوس أنه فريق قوي للغاية بحيث يصعب على الفريق الفرنسي التفوق عليه في الدور قبل النهائي، لكن إنجاز جارديم بالوصول إلى المربع الذهبي للبطولة للمرة الرابعة فقط في تاريخ النادي يعني أنه ترك النادي كأيقونة.
المشوار المثالي مع الهلال
في أول تجربة له خارج الملاعب الأوروبية، وصل جارديم إلى الهلال في الصيف الماضي، ليحل محل مواطنه جوزيه موريس مع استعداد النادي للموسم الجديد.
كان الفريق الذي يقع مقره في العاصمة الرياض قد تقدم بالفعل إلى الأدوار الإقصائية من دوري أبطال آسيا، وإن كان ذلك ببعض الصعوبة، لذا كانت مهمة جارديم القارية الأولى هي مباراة دور الـ16 أمام الاستقلال الإيراني في دبي، وقد خاض اللقاء على النحو الواجب، حيث حقق الفوز 2-0 بفضل هدفي بافيتيمبي غوميس وسالم الدوسري. ثم ساهم نفس اللاعبين بثلاثة أهداف حيث أقصى فريق المدرب جارديم فريقاً إيرانياً آخر هو بيرسيبوليس في الدور ربع النهائي.
جاء التحدي الأكبر في قبل النهائي حيث واجه الهلال غريمه في نفس المدينة النصر، حيث اجتاز جارديم الاختبار بامتياز، ليحقق فوزاً بنتيجة 2-1 مما وضع الهلال في نهائي دوري أبطال آسيا للمرة الرابعة في ثماني سنوات.
لم يخسر جارديم في الدوري السعودي أيضاً، بعد أن بدأ الموسم بانتصارين متتاليين على الطائي والتعاون، واستمر الفريق في حصد 19 نقطة من تسع مباريات، تركته في المركز الرابع، بفارق نقطتين فقط عن الاتحاد المتصدر لكن مع امتلاكه مباراتين مؤجلتين.
الفوز على بوهانغ ستيلرز يوم الثلاثاء من شأنه أن يضع جارديم رفقة زعماء الهلال الأسطوريين سيدينيو (1991)، وأنغيل يوردانيسكو (2000)، ورازفان لوتشيسكو (2019)، كمدربين فائزين بقلب دوري أبطال آسيا مع النادي السعودي.