ملاعب - شهدت بطولة كأس الاتحاد الآسيوي في نسخة 2011 علامة تاريخية فارقة، بعد أن أصبح فريق ناساف قرشي أول فريق أوزبكي يصل إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كما أنها كانت المرة الأولى التي يصل فيها فريق من خارج منطقة غرب آسيا إلى المباراة النهائية لهذه البطولة القارية.
وكان فريق الكويت الكويتي الحاصل على لقب البطولة في عام 2009، قد تكفَل بأن يكون لدولة الكويت ممثلاً في المباراة النهائية للسنة الثالثة على التوالي. وسيستمر هذا السيناريو لمدة ثلاث سنوات أخرى.
ولكن في ختام المطاف نجح ناساف في أن يصبح أول فريق من خارج منطقة غرب آسيا يتوج بلقب البطولة، ليسطر اسمه بأحرف من ذهب في السجلات التاريخية.
ويواصل الموقع الالكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم استعراض تاريخ بطولة كأس الاتحاد الآسيوي عبر سلسلة حلقات يومية.
مسارين مختلفين
خاض الفريقان مشوارهما إلى النهائي من خلال مرحلة المجموعات بطرق متناقضة؛ فقد تصدر ناساف مجموعته عن جدارة، بينما اضطر فريق الكويت إلى النضال قبل أن يحسم تأهله إلى دور الـ16 في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
وبدأ ناساف مشاركته التاريخية في البطولة من خلال منافسات المجموعة الأولى، عندما جاء جنباً إلى جنب مع فرق ديمبو الهندي والأنصار اللبناني والتلال اليمني. وتبع ذلك، استعراض للقوة من قبل الفريق الأوزبكي الذي حقق الفوز في مبارياته الست خلال دور المجموعات.
فقد سجل فريق ناساف ما مجموعه 30 هدفاً، في حين استقبلت شباكه أربعة أهداف فقط في دور المجموعات، وأبرز نتائجه كانت الفوز الساحق بنتيجة 9-0 أمام ديمبو في مدينة قرشي الأوزبكية. حيث سجل مهاجم الجبل الأسود إيفان بوسكوفيتش ثمانية أهداف كاملة في هذه المباراة، ليضرب فريق ناساف موعداً في دور الـ16 مع بطل كأس الاتحاد الآسيوي في مناسبتين فريق الفيصلي الأردني.
أما بالنسبة لفريق الكويت، فقد بدأ بقوة من خلال الفوز بنتيجة 3-1 خارج أرضه أمام السويق العُماني، تلاه فوز آخر بنتيجة 1-0 على أرضه أمام الطلبة العراقي، وبعد ذلك، خاض الفريق الكويتي ثلاث مباريات مُتتالية في المجموعة دون أن يحقق الانتصار، ليصبح صاحب لقب البطولة سابقاً مُهدداً بعدم التأهل إلى الأدوار الإقصائية.
في نهاية المطاف، وجد فريق الكويت طريقه للتأهل من خلال الجولة الختامية لدور المجموعات بعدما حقق فوزاً هاماً 2-1 على منافسه الطلبة، إثر ضربة جزاء متأخرة نفذها بنجاح لاعبه جراح العتيقي. وبعد حلوله في المركز الثاني خلف فريق الوحدات الأردني في المجموعة الرابعة، تأهل الكويت لدور الـ16 ليضرب موعداً مع مواطنه ومنافسه المألوف فريق القادسية.
تأهل صعب
أدرك فريق ناساف الأوزبكي أن مشوراه في البطولة قد ينتهي عند دور الـ16، بعدما أوقعته القرعة أمام فريق الفيصلي الأردني الذي كان يتطلع بدوره لتكرار فوزه باللقب الذي أحرزه عامي 2005 و2006.
مضى الأوزبك قدماً من أجل أخذ زمام المبادرة وتقدموا بنتيجة 2-0 قبل مرور ساعة من زمن اللقاء، ولكن، الفوز لم يكن مضموناً إلا بعد نجاته من حالة الذعر التي شعر بها الفريق في وقت متأخر من المباراة بعد تسجيل الفريق الأردني هدفاً عبر أنس حجة، ليضمن فريق ناساف تأهله إلى الدور ربع النهائي من البطولة للمرة الأولى، مما أدى إلى تحسين نتيجته عندما وصل لدور الـ16 في العام السابق.
في المقابل، كانت مباراة الكويت في دور الـ16 صعبة، على الرغم من مبادرته في التقدم بالنتيجة مرتين، ولكن مواطنه القادسية نجح في تحقيق التعادل في كلتا المناسبتين، مما أدى إلى انتهاء الوقت الأصلي والاشواط الاضافية بالتعادل الإيجابي 2-2، ليتم اللجوء إلى الركلات الترجيحية التي حسمها الكويت لصالحه بنتيجة 3-2 وتأهل للدور ربع النهائي.
العبور للنهائي
في مباراة الذهاب من الدور ربع النهائي، سافر ناساف إلى تايلاند لمواجهة تشونبوري، وعاد بالفوز 1-0 بعد هدف آخر للاعب بوسكوفيتش، إلا أن تشونبوري نجح في تحقيق الفوز في قرشي في لقاء الإياب 1-0، ليتم اللجوء إلى الأشواط الإضافية وبعد ذلك الركلات الترجيحية، حيث فشل ثيردساك شيمان في تسجيل الركلة الأخيرة لفريقه تشونبوري، ليحسم ناساف تأهله إلى الدور قبل النهائي.
أما الكويت فقد خاض بدوره مواجهة أكثر سهولة أمام الفريق التايلاندي الآخر، عندما استضاف موانغ ثونغ بونايتد في مباراة الذهاب من الدور ربع النهائي. وكان الهدف الذي أحرزه روجيرينيو وراء الفوز 1-0 للكويت، قبل أن يحسم التعادل السلبي بدون أهداف بين الفريقين في تايلاند، ليحجز فريق الكويت مكانه في الدور قبل النهائي.
ومن بين الفرق المتأهلة للدور قبل النهائي، لم يكن سوى لفريق الكويت خبرة سابقة في لعب المباراة النهائية، حيث واصل في استثمار فوائد تلك التجربة عندما خاض التحدي أمام منافسه أربيل العراقي، ونجح في الوصول إلى المباراة النهائية بتفوقه في مجموع مباراتي الذهاب والإياب 5-3.
أما بالنسبة لفريق ناساف الأوزبكي، فقد واصل حلمه في ثاني ظهور له في كأس الاتحاد الآسيوي، بعد أن تغلب على الوحدات الأردني في الدور قبل النهائي في مباراة شبه نهائية. وتمكن ناساف من الفوز على أرضه بنتيجة 1-0، قبل أن يحقق التعادل الإيجابي 1-1 في عمَان، بعدما أحرز مهاجم الفريق بوسكوفيتش هدف التعادل للفريق الأوزبكي، ليرفع رصيده الشخصي من الأهداف إلى 10 خلال هذه النسخة من البطولة القارية.
إنجاز تاريخي
وكان الحدث التالي هو الحدث الرئيسي، نهائي من مباراة واحدة لتحديد من هو الفريق الذي سيرفع لقب النسخة الثامنة من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وقد استقبل ناساف مجريات المباراة على الملعب المركزي في قرشي.
وبعد انتهاء مجريات الشوط الأول بدون أهداف، تم كسر نتيجة التعادل السلبي بطريقة مفاجئة من خلال تسجيل ثلاثة أهداف في غضون سبع دقائق فقط منتصف الشوط الثاني من اللقاء.
وكان الفريق المُستضيف هو من أخذ زمام المبادرة بعد مرور ساعة من زمن اللقاء، عندما استغل اللاعب إلهام شامورادوف كرة من مسافة قريبة مسجلاً هدف التقدم 1-0، قبل أن يضاعف زميله لاعب خط الوسط اللاتفي أندريس بيريبلوتكينز النتيجة بتسجيله الهدف الثاني بعد مرور ثلاث دقائق فقط.
وكانت رد الكويت فوري بعدما قلص الفارق عبر لاعبه بوريس كابي من خلال مجهود فردي داخل منطقة الجزاء. ومع ذلك، كان هذا هو كل ما لدى فريق الكويت، وعلى الرغم من الضغط المتواصل حتى النهاية على مرمى الفريق الأوزبكي في طريق البحث عن هدف التعادل، إلا أن فريق ناساف حقق انتصاراً تاريخياً.
وقد سيطر لاعبو ناساف على الجوائز الفردية في تلك الليلة، حيث حصل المهاجم بوسكوفيتش على جائزة هداف البطولة، في حين أن اللاعب أرتور غيفوركيان الذي صنع هدفي الفريق الأوزبكي في المباراة النهائية، فقد حصد جائزة أفضل لاعب.