ملاعب -تبدو حكاية المغربي الحسين عموتة، مع منتخب الأردن، مشوقة ومليئة باالغرابة والتناقضات، لكنه في النهاية تمكن من قلب التوقعات، وحقق ما لم يتحقق مع النشامى في كأس آسيا لكرة القدم.
اضافة اعلانولم يكن يدور في خلد أشد المتفائلين، أن ينجح عموتة، في قيادة النشامى للمشهد النهائي من البطولة القارية الأكبر، فما سبق المشاركة من نتائج مخيبة للآمال وخسائر تهد الجبال، جعل الكثيرون يتوقعون أن رحيله بالاستقالة أو الإقالة سيكون مسألة وقت ليس إلا.
ولم يكترث عموتة لكل ما تعرض له من انتقادات لاذعة من المحليين والخبراء، ولم تفتر عزيمته، ولم يصب بيأس، بل بقي ماضياً بصمت نحو تحقيق طموحه الذي تحدث عنه قبل التوجه إلى قطر حيث صرح: " نتطلع للذهاب إلى أبعد نقطة في البطولة".
قبل كأس آسيا ليس كما بعدها
تسلم الحسين عموتة قيادة منتخب النشامى خلفاً للعراقي عدنان حمد، ووصف قرار الاتحاد الأردني يومها بالمفاجئ.
ووصف القرار بالمفاجئ على اعتبار أن منتخب الأردن بقيادة حمد كان يشهد تصاعداً تدريجياً على صعيد الأداء والنتائج، قبل أن يخرج الاتحاد الأردني إلى الإعلام ويعلن التعاقد مع عموتة.
تسلم عموتة المهمة، ولم يستطع المحافظة على المؤشر التصاعدي للمنتخب الأردني، فما حققه حمد سرعان ما تم نسفه، حيث أرخت الخسارة الودية أمام النرويج بسداسية دون رد، بظلالها السلبية على المدرب الجديد، وبعدها كان يخسر أمام اذربيجان 1-2.
واستضاف منتخب الأردن بطولة ودية كمحطة إعداد للمشاركة في تصفيات المونديال، فخسر أمام العراق وايران.
وفي تصفيات المونديال، عاد النشامى من طاجكستان بالتعادل"1-1" ووصف هذا التعادل حينها بطعم الخسارة، قبل أن يخسر أمام السعودية في العاصمة عمان بهدفين نظيفين.
ما سبق من نتائج، بث حالة من التشاؤم في نفوس الجماهير، وثمة من هاجم الاتحاد الأردني بأنه تسرع في إحداث التغيير على صعيد الجهاز الفني وبتوقيت لم يكن مناسباً.
وثمة من انتقد عموتة باعتباره وافق على مواجهة اليابان في قطر قبل أيام قليلة من بدء المشاركة في كأس آسيا، ليخسر منتخب الأردن بنتيجة 1-6، لتزيد حالة تشاؤم الجماهير الأردنية، وهي الخسارة التي مني بها النشامى رغم أنها سبقت فوزه الودي على قطر 2-1.
وتغير الحال، حيث استطاع أن يقلب عموتة كافة التوقعات بما تسلح به من رؤية وإصرار وبخاصة أنه كان يؤكد بعد كل تعثر بأن النتائج في المباريات الودية ليس مقياسيا، وبأنه لا يفكر سوى بمعرفة قدرات لاعبيه.
منتخب الأردن
وفي بطولة كأس آسيا، افتتح النشامى مشوارهم بفوز كبير على ماليزيا برباعية نظيفة، ومع ذلك لم يسلم عموتة من بعض الانتقادات وثمة من أكد أن هذه النتيجة لا تعد مقياساً نظراً لتواضع قدرات المنافس.
وكانت المخاوف كبيرة من أن يتعرض منتخب الأردن لخسارة قاسية في المواجهة الثانية أمام كوريا الجنوبية، لكن المباراة انتهت بالتعادل "2-2".
وخسر المنتخب الأردني في المواجهة الثالثة أمام البحرين بهدف وحيد، ليضمن تأهله كأفضل ثالث.
وضرب الأردن موعداً مع العراق في دور الستة عشر، وقدم اللاعبون أداء مميزا في مباراة دراماتيكية انتهت بفوزهم "3-2".
وحقق الأردن انتصاره الثاني على التوالي وهو ما يتحقق لأول مرة بقيادة عموتة حيث هزم طاجكستان بهدف وحيد.
بعد نهاية مباراة طاجكستان، تغيير المشهد، وأصبحت النظرة لعموتة مختلفة تماماً، فالرجل نجح في اجتياز دور الثمانية لأول مرة بتاريخ الكرة الأردنية.
وبدأت الانتقادات تتحول مع مضي الوقت لمديح، مما رفع من الحالة المعنوية لعموتة والنشامى، وإن كان ما تحقق يعد إنجازاً بمفهوم الكرة الأردنية على اعتبار أنه لم يسبق اجتاز دور الثمانية.
وعاشت جماهير الأردن قمة الفرح، لكن عموتة كان ما يزال يخبئ الكثير من المفاجآت، حيث استطاع قيادة النشامى إلى تحقيق فوز تاريخي على كوريا الجنوبية 2-0، لينجز المستحيل ويبلغ المشهد النهائي.
وفي مباراة كوريا الجنوبية على وجه التحديد، ظهرت البصمة المؤثرة لعموتة على أداء النشامى الذي نجح في فرض تفوقه على منتخب كان مرشحا للمنافسة على اللقب.
وعبرت الجماهير الأردنية عن فرحتها التاريخية بهذا التأهل، فيما بدأ المنتقدون يتقدمون باعتذارهم لعموتة بعدما تسرعوا في إطلاق الأحكام على المدرب الذي تحول إلى بطل تاريخي في مسيرة الكرة الأردنية.
وتفوق عموتة على نفسه، بنجاحه في وضع الأردن في القمة الآسيوية، حيث سيواجه قطر بعد غد السبت في المشهد النهائي.