ملاعب - وكالات
يعلم النجم المصري محمد صلاح جيداً ما تعنيه مواجهة ريال مدريد في هذا الوقت بالنسبة له، ليس فقط بسبب ما يُقال عن كونها مباراة انتقام من خسارة دوري الأبطال في عام 2018، بل الأمر أكبر من ذلك بكثير.
يعيش صلاح موسمه الرابع مع نادي ملعب الآنفيلد رود، ومازال نجم الفراعنة حاسماً ويُقدم أرقاماً هامة، على الرغم من العقبات الصعبة التي عاشها الفريق الأحمر هذا الموسم من إصابات لأهم نجومه في الخط الخلفي ومن تراجع النتائج وغياب الانسجام في عدد من المباريات.
وضح تأثير جائحة كورونا على فريق ليفربول والذي لم يُجدد في عناصره إلا بشكلٍ ضيق تماماً، وظل الاعتماد على الأسماء ذاتها مما أحدث تراجعاً واضحاً في القوة والتأثير حتى لأهم نجومه.
في ظل غياب فان دايك وتدهور مستوى منظومة ليفربول في العديد من المباريات بداية ومنتصف الموسم، فإن الكثيرين تسائلوا عن اللاعب الأهم في تشكيلة الريدز، واختلفت الإجابات بشكلٍ كبير.
لكن حتى اللحظة الحالية من الموسم فقد حافظ محمد صلاح على مستواه وإنتاجيته مع الفريق الأحمر مقارنة بنجوم آخرين مثل ماني وفيرمينو.
سجل صلاح ما يقرب من 25 هدفاً في جميع البطولات هذا الموسم، مقابل 12 هدفاً للنجم السنغالي الكبير ماني و 6 أهداف فقط عبر فيرمينو، ولذا ستكون تلك المباراة فرصة إذا أحداث الفارق للتأكيد على قوته وتفرده هذا الموسم.
وفي حالة نجح صلاح في هز شباك كورتوا وصناعة الفارق للفريق الإنجليزي، فهذا سيجعل قيمته أعلى في سوق الانتقالات وستعزز من صورته كأحد نجوم ليفربول الكبار في السنوات الأخيرة وكذلك واحداً من اللاعب الحاسمين في كرة القدم الإنجليزية.
في مواجهتي ريال مدريد هذا العام سيكون صلاح أكثر نضجاً وخبرة من السابق، ولذا فإن استخدام تلك المقومات في مواجهة صعبة أمام فريق أكثر قوة وفورمة من ليفربول سيكون أمراً أكثر من ضروري لإثبات قيمته ومعدن اللاعب الكبير.
أصبحت صورة ووضعية فريق ليفربول سيئة للغاية في هذا الموسم، بعد تراجع ترتيبه للمركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 46 نقطة، ومن المرجح أن يغيب كذلك عن المشاركة في دوري الأبطال الموسم القادم إذا حافظ تشيلسي على انطلاقته القوية مع توخيل.
خرج ليفربول من كأس الاتحاد الإنجليزي بعد الخسارة أمام مانشستر يونايتد، كما خرج من دور الـ 16 من كأس الرابطة في نوفمبر الماضي بركلات الترجيح أمام آرسنال.
وسيكون التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال على الأقل شيئاً لا ينسى عند جماهير ليفربول في مثل هذه الظروف العصيبة، حينها لن يكون موسماً للنسيان بالنسبة لهم.
اللعب بدون جمهور قد يجعل مباراتي الذهاب والعودة بنفس الدرجة من الصعوبة، حيث سيلعب الليفر أولاً في مدريد ثم يستضيف المرينجي في الرابع عشر من شهر أبريل في الآنفيلد، ولكن بدون جمهور كذلك، ولذلك سيكون من ليفربول محاولة تحقيق نتيجة جيدة في الذهاب والتسجيل خارج أرضه لتعزيز فرصه في مباراة ملعب الآنفيلد، ولذا فإن التسجيل في مدريد سيكون له أهمية مضاعفة وربما سيكون من حسن حظ فريق المدرب يورجين كلوب أن يبدأ مرحلة ما بعد التوقف الدولي بنتيجة إيجابية.
لكن للمرور إلى نصف النهائي فهذا سوف يستلزم استغلال الفرص المتاحة في المباراتين بأفضل شكل ممكن، وخصوصاً وأن نجوم ريال مدريد خبراء في المباريات من هذا النوع وخبراء في استغلال الفرص وحسم المباريات الكبرى، وهنا يجب أن يظهر معدن لاعبي ليفربول ونجومه الكبار وعلى رأسهم صلاح، وخاصة في ظل هذه الظروف السيئة حيث سيكون لكل مساهمة فعالة قيمة مضاعفة.