دوناروما.. جبل فيزوف يحمي حصون باريس

ملاعب - وكالات

روى تشيرو أموري، رئيس مدرسة "آ أس دي نابولي" لكرة القدم، رحلة بداية جانلويجي دوناروما، وتفاصيل انتقاله إلى ميلان، قبل أن يرحل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.

ويستعد دوناروما لمواجهة ريال مدريد الإسباني، غدا الأربعاء، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد فوز فريقه ذهابا 1-صفر.

وقال أموري، الذي رافق الارتماءات الأولى لحارس منتخب إيطاليا: "بدأ هنا، على هذا الملعب. الذي يبدو جبل فيزوف مهيبا منه. لكن وحدهما الكرة والمرمى شغلا بال الصغير".

ولا يتعب الرجل الستيني من سرد بدايات "جيجوني" في كاستيلاماري دي ستابيا، وهي بلدة في خليج نابولي تقع على مرمى حجر من البركان النائم ومن موقع بومبيي، كما يعرض بفخر أولى تراخيصه الموقعة بخط يد صبياني، بالإضافة إلى صور وقمصان النجم البالغ حاليا 23 عاما.

وأضاف: "كان يأتي لمشاهدة تمارين شقيقه الأكبر (أنتونيو) الذي أصبح لاحقا حارس مرمى أيضا، وكان يقف بين الخشبات لصد الكرات".

وتابع "كان يبلغ 4 سنوات ونصف فقط وليس بمقدوره الانضمام إلى أي فريق، لكننا بدأنا نشركه في التمارين. لم يكن يخشى شيئا. كانت بنيته مختلفة، ضخم. كنا ندرك أنه يمتلك كل خصائص الحراس العظماء".

الأب الروحي

يضيف أنجيلو بانارييلو، المدرب في هذا النادي الذي استعار دوناروما قفازاته حتى الرابعة عشرة، قبل أن ينتقل لحمل ألوان ميلان: "المستوى الفني، طبعا، لكن لديه مزايا أخرى، خصوصا طباعه. لم يكن يتعب أبدا من اللعب والتمارين".

وأصبح دوناروما حارسا أساسيا مع ميلان بعمر 16.5 عاما، وحتى رحيله إلى باريس الصيف الماضي، يدين كثيرا إلى المعدّ المحلي للحراس إرنستو فيرارو.

بالإضافة إلى الأخوين دوناروما، ساهم فيرارو بتكوين حراس آخرين في "سيري أ"، مثل "جينارو إييتسو الذي مرّ بنابولي وأنتونيو ميرانتي الحارس الثالث في ميلان.

وأشاد به دوناروما بعد وفاته في كانون الأول/ديسمبر 2018، بالقول: "إذا كنت قد حققت حلمي بأن أطأ أرض لعب سان سيرو، فأنا مدين لك قبل كل شيء".

اضافة اعلان
 

وكتب عبر حسابه على إنستجرام: "شكرا على كونك مرشدا ثميناً، والدا وصديقا. كنت تأتي لتأخذني من المنزل، حتى تحت المطر، لإيصالي إلى التمارين، المباريات، الاختبارات".

ويروي أنجيلو بانارييلو: "كان إرنستو يقول لي دوما: لن يصل جيجوني فقط إلى دوري الدرجة الأولى، بل إلى المنتخب الوطني، لأنه يحفظ كل التعليمات فورا".

ديربي ميلانو

ويمازح المدرب السابق: "مشكلته الوحيدة، وقد تكون ميزة، أنه يكره الخسارة. كان يغضب كثيرا عندما يخسر ويهاجمنا، معتبرا أننا أخطأنا باختيار التشكيلة".

وأضاف: "برغم صغر سنه، بلغ طوله آنذاك 1.90م (حاليا 1.96). انهالت الطلبات لضم (الظاهرة).. كانت تصلني اتصالات كلّ أسبوع: أين يلعب؟ في أي ساعة؟".

الأصعب لابن النجار كان الاختيار بين قطبي ميلانو، ميلان وإنتر، بحسب ما يعتقد تشيرو أموري، كاشفا: "أول المهتمين كان إنتر. جاء مسؤول الناشئين إلى هنا، في هذا المكتب، للتفاوض مع والده. حتى أننا ذهبنا إلى ميلان للتوقيع على عقد مسبق مع إنتر".

لكن الخيار العائلي صبّ في مصلحة الغريم ميلان، حيث كان يلعب شقيقه أنتونيو الذي يكبره بـ9 سنوات.

بحسب وسائل إعلام مختلفة، أنفق ميلان نحو 250 ألف يورو لجلب الواعد جانلويجي.

وعن ذلك علق تشيرو أموري: "لا أعلم أين ذهبت الـ200 ألف أو الـ300 ألف يورو التي يتحدثون عنها! نحن كنادٍ، لم نحصل سوى على 25 ألف يورو".

لم تسنح الفرصة لدوناروما بأن يطأ هذا الملعب منذ سنوات، لكنه عاد الصيف الماضي لزيارة عائلته التي لا تزال تعيش في بيت بين كاستيلاماري وبومبيي، وقد طوّق عنقه بذهبية كأس أوروبا (يورو 2020).