انفجار مرتقب.. سياسة بيريز تحرج أنشيلوتي أمام الجماهير

يعيش الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، فترة صعبة، خاصة بعد الهزيمة القاسية بنهائي كأس السوبر الإسباني بنتيجة (5-2) ضد الغريم التقليدي برشلونة في المملكة العربية السعودية.
اضافة اعلان

وأصبح أنشيلوتي في مرمى الانتقادات اللاذعة سواء من الجماهير أو الإعلام الإسباني، ليكون في وضع لا يُحسد عليه،  رغم أنه قاد الملكي في الموسم الماضي لحصد الليجا ودوري أبطال أوروبا.

رجل الإدارات


أنشيلوتي يُظهر دائمًا احترامًا عميقًا لإدارات الأندية، سواء كانوا رؤساء أو مديرين رياضيين. ويعتمد في ذلك على تواصله الواضح والمنفتح، ما يخلق جوًا من الثقة المتبادلة.

خلال مسيرته، عمل أنشيلوتي مع إدارات أندية متنوعة مثل ميلان، ريال مدريد، باريس سان جيرمان، وتشيلسي، ولكل نادٍ أسلوب إداري خاص، لكنه كان دائمًا قادرًا على التكيف مع متطلبات الإدارة، سواء فيما يتعلق بسوق الانتقالات أو طريقة اللعب.

لا يُعرف أنشيلوتي بالمطالبة الدائمة بصفقات ضخمة، بل يعتمد على تعظيم الاستفادة من اللاعبين الموجودين وتطويرهم، وهذا جعله خيارًا مفضلًا لإدارات الأندية التي تبحث عن النجاح مع ضبط الإنفاق.

عندما تظهر خلافات أو تحديات، مثل ما حدث خلال فترته الأولى مع ريال مدريد أو مع بايرن ميونخ، كان أنشيلوتي يتعامل معها بدبلوماسية وهدوء، مع تقليل تأثيرها على الفريق.

يعرف أنشيلوتي كيف يكون جسرًا بين الإدارة واللاعبين، حيث يعمل على تلبية طلبات الإدارة دون التأثير على روح الفريق أو مصالح اللاعبين.

سياسة بيريز

رضخ أنشيلوتي في السنوات الماضية لسياسة بيريز بعدم إبرام صفقات كبرى، واللجوء إلى الخيارات المجانية، أو صفقات مُحددة.

البداية في أول موسم له في الولاية الثانية (2021-2022)، حيث تم التعاقد مع دافيد ألابا بعد نهاية عقده مع بايرن ميونخ مجانا، وكامافينجا من ستاد رين مقابل 31 مليون يورو.

وفي الموسم التالي، تم التعاقد مع أنطونيو روديجر مجانا بعد نهاية عقده مع تشيلسي، وأوريلين تشواميني مقابل 80 مليون يورو من موناكو لتعويض رحيل كاسيميرو لمانشستر يونايتد.

وفي موسم (2023-2024) انضم بيلينجهام مقابل 113 مليون يورو من بوروسيا دورتموند، وأردا جولر من فنربخشة مقابل 20 مليون يورو، وفران جارسيا من رايو فاليكانو بـ5 مليون يورو، كما تمت استعارة كيبا أريزابالاجا من تشيلسي بمليون يورو لتعويض إصابة كورتوا، واستعارة خوسيلو من إسبانيول بقيمة 500 ألف يورو لتعويض بنزيما.

وخلال الموسم الحالي، انضم كيليان مبابي في صفقة مجانية بعد نهاية عقده مع باريس سان جيرمان، كما انضم إندريك من صفوف بالميراس مقابل 47.5 مليون يورو.

ورغم ذلك، وفي ولايته الثانية، قاد المدرب الإيطالي، النادي الملكي للفوز بلقبين في الدوري الإسباني، ولقبين في دوري أبطال أوروبا، وكأس الملك، وكأسين للسوبر الأوروبي، وكأسين للسوبر الإسباني، وكأس العالم للأندية مرة واحدة، وكأس إنتركونتيننتال.

كما أصبح أنشيلوتي المدير الفني الأكثر تتويجا بالألقاب في تاريخ ريال مدريد.

وضع صعب

لكن الوضع الحالي أصبح صعبا في ظل الأزمة الدفاعية، وضرورة التدعيم في يناير/كانون الثاني الجاري لإكمال الموسم بصورة جيدة.

وترفض إدارة ريال مدريد بقيادة بيريز، إبرام أي صفقات خلال الميركاتو الشتوي الحالي، رغم صعوبة الموقف وقلة الخيارات الدفاعية، ليجد أنشيلوتي نفسه في مرمى الانتقادات وحيدا أمام الجماهير التي أطلقت عليه الصافرات لأول مرة.

وعلق أنشيلوتي على صافرات الاستهجان من مشجعى ريال مدريد أمام سيلتا فيجو بكأس الملك، بعد الخسارة ضد برشلونة بنهائي كأس السوبر الإسباني قائًلا، "المباراة ضد برشلونة مسؤوليتي، ومن المقبول والعادل أن يطلق المشجعون صافرات الاستهجان ضدي، لننسى ما فعلناه، سنقاتل حتى النهاية".

ومع تزايد الهجوم على أنشيلوتي، بدأت تتردد أنباء في الصحافة الإسبانية، عن إمكانية إقالة المدرب الإيطالي في الأسابيع المقبلة حال الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا وهي البطولة المفضلة للإدارة والجماهير.

ويتواجد ريال مدريد في المركز العشرين بمرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا برصيد 9 نقاط فقط، قبل جولتين من النهاية، علمًا بأن أصحاب المراكز الثمانية الأولى يتأهلون مباشرة للدور التالي، فيما يخوض أصحاب المراكز من 9 إلى 24 ملحقًا.

وفجر الصحفي الإسباني الشهير إيدو بيدال مفاجأة في الساعات الأخيرة، بأن أنشيلوتي الذي يرتبط بعقد مع الميرنجي حتى صيف 2026، استقر على الرحيل عن منصبه بنهاية الموسم الحالي بغض النظر عما سيحققه الفريق.

وأشار إلى أن أنشيلوتي لا ينوي اعتزال التدريب، بل سيتجه للعمل في بلد آخر.