ملاعب -بعد المستوى المذهل الذي قدمه في موسمه الأول مع مانشستر سيتي، يطمح إيرلينج هالاند لتتويج إنجازاته مع الفريق الموسم الماضي، من خلال الفوز بجائزة ذا بيست، المقدمة من "فيفا" لأفضل لاعب بالعالم عام 2023.
وتواجد هالاند، الذي يحلم بالحصول على الجائزة المرموقة للمرة الأولى في مسيرته الكروية، بالقائمة النهائية للمرشحين للفوز بجائزة ذا بيست، التي أعلن عنها فيفا في 14 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ويتنافس هالاند، 23 عامًا، للحصول على الجائزة مع الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم إنتر ميامي الأمريكي، والفرنسي الدولي كيليان مبابي، جناح باريس سان جيرمان.
ومن المقرر أن يتم كشف النقاب عن الفائز بالجائزة خلال الحفل الذي يقيمه فيفا بالعاصمة البريطانية لندن في 15 كانون ثان/يناير الجاري، على أن يتم اختيار المتوج بها بناء على الإنجازات التي حققها النجوم الـ3 في الفترة من 19 كانون الأول/ديسمبر 2022، حتى 20 آب/أغسطس الماضي.
ومنذ انضمامه لمانشستر سيتي في صيف 2022 قادما من بوروسيا دورتموند، تفجرت قدرات هالاند التهديفية، حيث كان بمثابة آلة لا تتوقف عن هز الشباك على الصعيدين المحلي والقاري.
وقاد الفريق السماوي للتتويج لأول مرة بالثلاثية التاريخية (الدوري الإنجليزي، وكأس إنجلترا، ودوري أبطال أوروبا)، ويصبح ثاني فريق إنجليزي يحقق هذا الإنجاز بعد جاره اللدود مانشستر يونايتد، الذي قام به موسم 1998-1999.
هالاند يتفوق على صلاح
وخلال مشواره مع مانشستر سيتي في الموسم الماضي، أحرز هالاند 52 هدفًا وقدم 9 تمريرات حاسمة لزملائه في 53 مباراة لعبها مع فريق المدرب الإسباني بيب جوارديولا بمختلف المسابقات.
وبخلاف الألقاب التي حصل عليها مع السيتي في الموسم الماضي، توج هالاند بالعديد من الجوائز الشخصية، حيث حصد جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوريات الأوروبية، وكذلك جائزة أفضل هداف في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم "2022-2023" برصيد 36 هدفا.
وأصبح هالاند أول لاعب يسجل هذا العدد من الأهداف في موسم واحد بالدوري الإنجليزي، بنظام الـ 38 جولة، متخطيا الرقم القياسي السابق للنجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول، الذي أحرز 32 هدفا خلال موسم "2017-2018".
وخلال فترة الترشح للجائزة، تمكن هالاند من هز الشباك محرزا 28 هدفا في 33 مباراة في مختلف البطولات، حيث أثبت مزيج سرعته وقوته وقدرته على إنهاء الهجمات، أنه أقوى من أفضل المدافعين في العالم. وأصبحت عودته للتهديف مع أسلوبه الهادئ أكثر إثارة للإعجاب بالنظر إلى صغر سنه.
الثنائية النادرة
فاز هالاند أيضا بالثنائية النادرة المتمثلة في حصوله على جائزتي أفضل لاعب في إنجلترا وأفضل لاعب شاب بالدوري الإنجليزي الموسم الماضي، علما بأنه نال أيضا جائزة أفضل لاعب بأوروبا، المقدمة من الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) في آب/أغسطس الماضي.
كما توج هالاند هدافا للنسخة الماضية من بطولة دوري أبطال أوروبا برصيد 12 هدفا، ليلعب دورا هاما للغاية في فوز مانشستر سيتي باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه، منهيا سوء الحظ الذي لازم النادي الإنجليزي في السنوات الأخيرة.
ويسعى هالاند، الذي تبلغ قيمته التسويقية حاليا 180 مليون يورو، وفقا لموقع (ترانسفير ماركت)، لأن يصبح أول نرويجي يفوز بجائزة (ذا بيست)، التي انطلقت نسختها الأولى قبل 7 أعوام، ليعوض إخفاقه في الحصول على جائزة (الكرة الذهبية)، المقدمة من مجلة (فرانس فوتبول) الفرنسية الشهيرة لأفضل لاعب في العالم هذا العام، بعدما احتل المركز الثاني بالقائمة النهائية خلف ميسي.
بداية التوهج
بدأ هالاند مشواره مع الساحرة المستديرة مع الفريق الرديف لنادي براين، الذي كان ينشط بدوري الدرجة الثالثة النرويجي، عام 2015، قبل أن ينضم عام 2017 لفريق مولده النرويجي.
وانتقل لريد بول سالزبورج النمساوي، ليقضي معه موسما ونصف الموسم، أحرز خلاله 29 هدفا في 27 مباراة في كل البطولات، ليجذب أنظار بوروسيا دورتموند، الذي انتقل إليه في كانون الثاني/يناير 2020.
وبزغت نجومية هالاند بشدة مع الفريق الألماني، الذي أحرز معه 86 هدفا في 89 مباراة بجميع البطولات، وحصل معه على لقب كأس ألمانيا موسم 2020 / 2021، وهو ما دفع إدارة مانشستر سيتي للتعاقد معه.
ومازال هالاند، الذي تواجد بالقائمة النهائية للمرشحين لـ(ذا بيست) للمرة الأولى، يواصل هوايته في التسجيل خلال الموسم الحالي، حيث يتصدر حاليا ترتيب هدافي الدوري برصيد 14 هدفا، كما يتقاسم قمة هدافي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم أيضا مع 3 لاعبين آخرين برصيد 5 أهداف، علما بأنه قاد فريقه للصعود للأدوار الإقصائية في البطولة.
النقطة المظلمة الوحيدة
على الصعيد الدولي، بدأ هالاند يجذب الأنظار إليه خلال مشاركته مع منتخب النرويج تحت 20 سنة ببطولة كأس العالم للشباب عام 2019 ببولندا، عندما أحرز 9 أهداف خلال فوز بلاده (12-0) على منتخب هندوراس، ليحصل خلاله على جائزة هداف البطولة من خلال أهدافه التسعة.
وشارك هالاند مع منتخب النرويج الأول في 29 مباراة، سجل خلالها 27 هدفا، لكنه عجز عن قيادة الفريق نحو التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024)، التي تجرى بألمانيا الصيف المقبل، بعدما حل في المركز الثالث بترتيب المجموعة الأولى للتصفيات، خلف منتخبي إسبانيا واسكتلندا.
وربما يعد الإخفاق في بلوغ نهائيات أمم أوروبا المقبلة هي النقطة المظلمة الوحيدة في سجل هالاند الناصع خلال عام 2023، الذي شهد تربعه على قائمة أكثر اللاعبين قيمة تسويقية في العالم.