ملاعب - بدأت حرب علنية بين ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان، وكيليان مبابي نجم الفريق، في الأيام القليلة الماضية.
وفي أوقات سابقة، كانت تسريبات صحفية تشير إلى حالة من الخلاف الشديد بين مبابي والخليفي، على إدارة أمور الفريق.
وأخرج مبابي، هذا الخلاف، من محيط الغرف المغلقة إلى العلن بخطاب رسمي، يرفض فيه تفعيل بند تمديد تعاقده حتى 2025.
من جانبه، استنكر الخليفي الموقف، بقوله "هذا ليس كيليان الذي أعرفه، مستحيل أن يرحل أفضل لاعب في العالم مجانا".
لكن العلاقة المتوترة حاليا بين الطرفين، مجرد معركة في الوعود الزائفة سواء من مبابي أو رئيس ناديه في السنوات الأخيرة.
وكرمت مجلة فرانس فوتبول، مبابي، بجائزة أفضل لاعب فرنسي في الموسم الماضي، لكنه طعن ناديه برسائل محرجة في حواره مع المجلة.
وعد الرحيل
أشار مبابي إلى أنه لن يكتفي بالتواجد مع فريق لا يفوز بدوري الأبطال، وأن البي إس جي فريق مثير للانقسام، مما يعوق فرصه في الظفر بالكرة الذهبية.
وتنذر هذه الرسائل بأن مبابي قد يسرع من خطوات رحيله عن سان جيرمان، ولا يفي بوعده بالاستمرار مع الفريق للموسم المقبل.
كما أن الاستمرار مع باريس للموسم المقبل مع انتهاء تعاقده في 2024 يعني رحيله مجانا، وهو ما يتعارض أيضًا مع وعد آخر لمبابي، بضرورة استفادة ناديه من مقابل بيعه.
ويرتكز الخليفي على هذا الوعد في الضغط على مبابي، ومنحه فرصة تنتهي في غضون أسبوعين لحسم قراره النهائي "إما التجديد أو البيع هذا الصيف".
الحلم التائه
أما بشأن الحلم الأكبر، الكأس ذات الأذنين، فقد قال عنه مبابي في مارس/آذار الماضي "إذا ربطت مستقبلي مع باريس بلقب دوري الأبطال، لرحلت عن الفريق منذ زمن".
وعلق مبابي في مايو/آيار 2022 "لست مغرورا، بل سأحاول الفوز بدوري أبطال أوروبا كل عام، إنه هاجس وهوس".
لكن لهجة النجم الباريسي في يوليو/تموز 2023 تغيرت كثيرا بقوله "لن أتواجد في فريق يكتفي بالتواجد فقط في دوري الأبطال"، لينسى كل كلمات الفخر والاعتزاز والاعتراف بالجميل للنادي الباريسي الذي تطور معه كثيرا.
من جانبه، لم يلتزم الخليفي بالكثير من الوعود، منها الظاهري بشكل واضح، عند الإعلان عن تجديد تعاقد مبابي حتى 2025، ولكن في الكواليس اتفق مع اللاعب على عقد ينتهي في 2024 مع إمكانية التمديد، ليضع الرئيس الباريسي، مصلحة النادي تحت تهديد مزعج.
وما ينذر أيضا بثورة مبابي الأخيرة، أن الخليفي لم يلتزم بوعد المرونة في التفاوض لتحقيق حلم الانتقال لريال مدريد مستقبلا، خاصة بعدما فضل كيليان التجديد لسان جيرمان، والاعتذار للملكي في بيان رسمي في مايو/آيار 2022.
فوضى إدارية
بعيدا عن أرض الأحلام، فإن مبابي لم يكن راضيًا أيضًا عن واقع باريس والوعود بجلب صفقات قوية أو التعاقد مع المدرب زين الدين زيدان في صيف العام الماضي.
وانتهى الحال بالخليفي للتعاقد مع كريستوف جالتيه، بعد تأكيدات صحفية أن زيدان رفض أكثر من عرض باريسي، كما أبرم سان جيرمان 6 صفقات، لم يستفد منها الفريق بل كان أكثر هشاشة.
وترجم مبابي هذا الوعد الضائع بقوله "لا أعرف ما ينقص باريس للفوز بدوري الأبطال، اسألوا الأشخاص الذين يخططون للفريق ويختارون قائمة اللاعبين، والذين بنوا هذا النادي" في إشارة واضحة لعدم رضاه عن الإدارة الرياضية أو الفنية.