ودّع أتلتيكو مدريد بطولة كأس العالم للأندية 2025 مبكرًا من دور المجموعات، ليسجل سابقة تاريخية كأول نادٍ أوروبي يخرج من النسخة الجديدة للبطولة قبل بلوغ الأدوار الإقصائية.
اضافة اعلانورغم تحقيقه 6 نقاط من ثلاث مباريات، إلا أن الروخيبلانكوس فشل في التأهل بفارق الأهداف، بعدما تلقى خسارة ثقيلة أمام باريس سان جيرمان برباعية نظيفة، وهي الهزيمة التي حسمت مصيره مبكرًا، وأكدت استمرار سلسلة خيبات الأمل التي طبعت موسمه الخالي من الألقاب.
على الصعيد المحلي، أنهى أتلتيكو مدريد موسمه في الليجغا بالمركز الثالث برصيد 76 نقطة، خلف الغريمين ريال مدريد وبرشلونة. الفريق قدّم أداءً دفاعيًا متزنًا في عدة مراحل، وحقق فاعلية هجومية لا بأس بها، لكنه عانى من غياب الحسم في المواجهات الكبرى، وهو ما كلفه الكثير في سباق الصدارة.
وفي كأس ملك إسبانيا، توقفت مسيرته عند نصف النهائي على يد برشلونة، ليغيب الفريق عن منصات التتويج للعام الرابع تواليًا، في مؤشر واضح على تراجع القدرة التنافسية في البطولات الكبرى.
ثورة مرتقبة
أداء الفريق هذا الموسم كشف بوضوح عن الحاجة إلى تجديد فني، سواء على مستوى التشكيل أو التكتيك.
فرغم امتلاك أسماء لامعة في الخط الأمامي مثل أنطوان جريزمان وألكسندر سورلوث وجوليان ألفاريز، إلا أن المنظومة افتقرت لصانع ألعاب مبدع يربط الخطوط ويمنح الهجوم عمقًا وحلولًا.
كما أظهرت المواجهات الكبرى هشاشة في الخط الخلفي، أبرزها السقوط المدوي أمام باريس، ما يبرز الحاجة لمدافع صاحب شخصية وخبرة.
أما وسط الملعب، فغلبت عليه الرتابة وضعف التدرج بالكرة، ما أضعف الفعالية الهجومية في كثير من المباريات.
وإذا أراد أتلتيكو العودة للمنافسة بجدية، فعليه الدخول بقوة في سوق الانتقالات، وتوسيع قاعدة الحلول الفنية والهجومية، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على الصلابة الدفاعية فقط.
مستقبل سيميوني
بعد 13 عامًا قضاها على رأس الجهاز الفني، يقف دييجو سيميوني أمام مفترق طرق حقيقي.
فالمدرب الأنجح في تاريخ أتلتيكو، وصانع الهوية القتالية للفريق، لم ينجح هذا الموسم في إعادة النادي إلى منصات التتويج، ما أثار جدلًا واسعًا بين الجماهير.
فالبعض يرى أن "التشولو" استنفد أفكاره، ولم يعد قادرًا على تقديم الإضافة، بينما يرى آخرون أنه يستحق فرصة جديدة، خاصة مع دعم الإدارة واستقرار المشروع الرياضي.
لكن في ظل تزايد الأصوات المطالبة بالتغيير، يبدو أن صيف 2025 سيكون حاسمًا في تحديد مصير سيميوني، إما ببداية جديدة على أسس متجددة، أو نهاية حقبة صنعت المجد وآن أوان ختامها.