ملاعب - وكالات
أجواء عاصفة، الأمطار رعدية وصوت الرعد يعلو فوق صوت البشر وسط أمواج عالية تغطي الرؤوس، حالة غير مستقرة يعيشها بحر ريال مدريد، وزيدان يتشبث بفرصته الأخيرة للنجاة وإلا سيسقط غريقاً.
سفينة زيدان التي بناها خلال السنوات الماضية وأبحر بها يميناً وشمالاً في بحر ريال مدريد، دُمرت في الآونة الأخيرة، ولم يبق له سوى قارب إنقاذ وحيد فقط، كُتب على أحد ألواحه “جلادباخ”.
زيدان يراه من بعيد وجسده أسفل الماء، لا يرى منه سوى رأسه، يحاول بشتى الطرق أن يجد مكاناً في القارب ينقذ به نفسه، لكنه لن يجد من يرحب به في الفريق الألماني، هي معركة حياة أو موت بالنسبة لكليهما، فجلادباخ هو الآخر يريد تفادي قتل نفسه في البحر، ولو سمح لزيدان بإنقاذ نفسه، سيكون على حساب حياته ومشواره في دوري الأبطال هذا الموسم.
قصة قصيرة حزينة يجب أن يخرج منها زيدان خلال الساعات المقبلة لينقذ رأسه من مقصلة الإقالة من كرسي تدريب ريال مدريد، كل الأصوات تجمع على أن الخروج بشيء لا يساعد الفريق على التأهل لدور الستة عشر بدوري الأبطال، سيعني طرد زيدان والتحرك الفوري من الإدارة للتعاقد مع مدرب جديد.
وضعية ريال مدريد الصعبة في الوقت الحالي جعلت زيدان أمام خيار واحد فقط لا ثاني له، خاصةً بعدما جاءت له الفرصة على طبق من ذهب، بفوز إنتر ميلان على بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني الأسبوع الماضي.
مصير ريال مدريد الأوروبي هذا الموسم أصبح بأيديه من جديد، ولن يسمح فلورنتينو بيريز وحاشيته بخروج الفريق من المسابقة خاصةً أن سيخوض اللقاء الحاسم في ميدانه ألفريدو دي ستيفانو، ولن يجد بعدها عذراً للاحتفاظ بزيدان في منصبه لو لم يوقف في إنقاذ نفسه.
الفوز على إشبيلية في اللقاء الماضي بالدوري الإسباني في رامون سانشيز بيزخوان قد يساعد زيدان ورجاله على استعادة ثقتهم بأنفسهم في لقاء الأربعاء، ولكن يُخشى على الميرينجي الاستمرار في حالة التذبذب بتقديم مباراة جيدة واثنتين بمستوى سيء، هذه المرة لن يكون هناك أي فرصة للرحمة، فهل يستغل زيدان قارب جلادباخ وينجو من الغرق في بحر ريال مدريد؟ هذا ما سنعرفه مساء الأربعاء.