ملاعب - يترقب عشاق كرة القدم حول العالم مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، غداً الأحد، في قمة الجولة 29 من الدوري الإسباني.
ويحظى المشجعون في الوقت الحالي بفرصة متابعة المباريات من منازلهم، تماما كما لو كانوا في أرض الملعب، وذلك بفضل تطور تقنيات التطوير والتواصل.
ويتم حاليا تصوير مباريات الكلاسيكو بأحدث التقنيات، مع رصد عدة لقطات من اللقاء بصيغة الـ360 درجة وغيرها من أساليب التصوير والعرض.
كذلك يتم توظيف عدة كاميرات فائقة الجودة من أجل رصد اللحظات الخاصة على مقاعد البدلاء أو حتى في الكواليس داخل وخارج الملعب.
وقبل قرابة 6 عقود من الثورة التكنولوجية الحالية، تمكن الجمهور من مشاهدة مباراة الكلاسيكو لأول مرة عبر شاشات التلفاز، الذي كان بمثابة اختراع سحري في ذلك الوقت.
ماذا حدث في أول كلاسيكو تلفزيوني؟
قبل 63 عاما من الآن أقيمت أول مباراة كلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة يتم نقلها عبر شاشات التلفزيون.
أول كلاسيكو يُعرض على التلفاز كان أيضا في ضيافة ريال مدريد، على ملعب "سانتياجو برنابيو"، يوم 15 فبراير/شباط عام 1959، في الجولة 15 من موسم 1958-1959 بالدوري الإسباني، ونقلته قناة "TVE".
جدير بالذكر أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تُعرض فيها مباراة كرة قدم على التلفاز في إسبانيا، لكنها كانت المرة الأولى التي تصل فيها إشارة البث التلفزيوني إلى العاصمة الكتالونية برشلونة.
اللقاء انتهى بفوز ريال مدريد بهدف دون رد سجله خيسوس هيريرا في الدقيقة 79 ليستمر في موقعه بصدارة الترتيب، قبل أن يخسر اللقب بعدها بشهرين تقريبا لصالح برشلونة.
وشارك في تلك المباراة بعض أساطير الفريقين، على رأسهم ألفريدو دي ستيفانو وباكو خينتو وفيرينك بوشكاش وريمون كوبا من ريال مدريد، ولويس سواريز (الإسباني) ولازلو كوبالا بجانب المدرب هيلينيو هيريرا من برشلونة.
خوسيه رامون دييز، المدير السابق للتلفزيون الإسباني، يقول إن المباراة عُرضت على عدد من أجهزة التلفاز يتراوح بين 50 و80 ألف جهاز، وأن كل من كان يملك تلفازا وقتها كان يدعو الأصدقاء وأفراد العائلة، على مختلف ميولهم الكروية، لمشاهدة الحدث الكبير.
وذكر فرناندو أريتشيا، مؤرخ وصحفي إسباني، أن جماهير كرة القدم أقبلت بكثافة على شراء أجهزة التلفاز، وأن 6 آلاف جهاز تم بيعهم خلال يومين فقط قبل المباراة.
فيما يروي ميجيل أورس، أحد رواد الإذاعة في إسبانيا أن الناس احتشدوا بشكل كبير في نوافذ المتاجر مع إمكانية رؤية نجومهم المفضلين داخل "الصندوق العجيب".
وأكد أورس وجود عدة مشاكل في عملية النقل التلفزيوني للمباراة، كما هي طبيعة الأمور في بدايتها، مشيرا لوجود أخطاء في إخراج اللقاء وتصويره.
وقدرت وسائل الإعلام حينها، والدراسات اللاحقة، أن عدد المتابعين لأول كلاسيكو تليفزيوني تراوح بين 500 ألف و1.5 مليون شخص.