ملاعب -تراجعت نتائج برشلونة لكن ليس بالقدر الذي يمنح الريال كل تلك الإنجازات
"الشيء الذي تغير هذا الموسم هو ريال مدريد وتحقيقه لنتائج جيدة للغاية، نحن نقاتل ضد أفضل الفرق، هو في نهائي دوري أبطال أوروبا وهو فريق خارق"، كانت تلك هي كلمات تشافي هيرنانديز المدير الفني لبرشلونة عن التنافس ضد ريال مدريد وحال الفريق الكتالوني في هذا الموسم.
كلمات يظن البعض أنها مجرد هروب من المسؤولية يسعى المدرب إليه في ظل انسداد كل السبل أمامه، لكن في الواقع فكلمات تشافي لا يوجد ما هو أدق منها، فالمدرب الإسباني وضع يده على مكمن الداء، ووصف الموقف بدقة شديدة.
برشلونة ربما يكون تراجع بعض الشيء هذا الموسم، لكن ليس بالقدر الكافي الذي يمنح ريال مدريد كل تلك الإنجازات دون تحسن كبير في صفوف الملكي.
الملكي سبب الأزمة
وخرج برشلونة بموسم صفري، وبشكل مباشر يتحمل ريال مدريد ذلك الذنب، لأن الملكي هو بطل الدوري الإسباني، والسوبر كذلك.
برشلونة خسر الدوري والسوبر بسبب ريال مدريد ووجوده في المنافسة، لكن الفريق الكتالوني أيضًا خسر الكأس ودوري أبطال أوروبا، وتلك هي نسبة التراجع التي نتحدث عنها، هذا لو اعتبرناها تراجعًا.
ففي دوري أبطال أوروبا عاد الفريق إلى تجاوز دور المجموعات من جديد بعد غياب لأعوام، بل وكاد يصل إلى نصف نهائي البطولة للمرة الأولى منذ 2019 لولا حظه العاثر أمام باريس سان جيرمان وخطأ أراوخو الذي كلفهم الكثير.
التاريخ يدعم تشافي
في الوقت الحالي يملك برشلونة 82 نقطة في المركز الثاني بجدول ترتيب الدوري الإسباني خلف المتصدر ريال مدريد.
النادي الكتالوني لا يزال أمامه مباراة متبقية ويستطيع الوصول إلى النقطة رقم 85، ولولا الخسارة في المواجهتين أمام ريال مدريد كان من الممكن الوصول إلى النقطة رقم 91.
لكن دعونا نقف عند النقطة رقم 85 ونقيس عليها البطولات التي حسمها برشلونة في السنوات الماضية: النادي الكتالوني نجح في 2005-06 أن يحقق لقب الدوري الإسباني بنفس ذلك العدد من النقاط.
وليست تلك النسخة فحسب، فلقد حصد أيضًا دوري 1997-98 و1998-99 بنقاط أقل من ذلك بواقع 74 و79 نقطة على الترتيب.
ذلك العدد من النقاط كان يكفي برشلونة للتتويج بدوري النسخة الماضية أيضًا، حيث جمع وقتذاك ثلاث نقاط فقط أكثر من الوقت الحالي بواقع 88 نقطة.
في آخر خمس أعوام هناك حققت فرق الدوري الإسباني الفوز باللقب بعد جمع 86 و87 نقطة وهو نفس متوسط نقاط برشلونة هذا الموسم تقريبًا.
كل تلك الأرقام المجردة بالأعلى ما هي إلا وسيلة توضح لكم كم كان موسم برشلونة متوازنًا، ليس عظيمًا ولا كارثيًّا، وفي ظروف أخرى كان يستطيع التتويج بلقب الدوري على الأقل.
الخلاصة
تشافي لا يستحق أن يرحل عن برشلونة بطريقة تهين تاريخه، ويجب أن ينال فرصته حتى نهايتها، فالنادي لا يملك الكثير من الخيارات في الأساس.
لكن بعيدًا عن ذلك، فالمدرب قام بتحسين بعض الأمور بالفعل، وظهر ذلك في ألقاب الموسم الماضي ونقاط الموسم الجاري.
وفي نهاية المطاف فقد خسر البطولات لأنه يلعب أمام خصوم أكثر جاهزية وقدرة إنفاقية وعلى رأسهم ريال مدريد وباريس سان جيرمان، وربما لو توفرت له فرص أفضل في السوق وفي بيئة العمل الداخلي لكان الناتج مثمرًا عن ذلك.