ملاعب - أنس عشا
من شاهد الليلة الباردة على برشلونة الإسباني قبل موسمين، ونظر لنجومه وهم يغادرون الملعب بعد أن تلقت شباكهم 8 أهداف، وعاصر دموع الأرجنتيني ليونيل ميسي ورحيله بعد حقبة تاريخية ، وصولا لحالة العجز المادي والتخبط الإداري، سيعتقد أن برشلونة انتهى ، في حسابات المال والإحتراف، ذلك الفريق مات للأبد !!
الكيان الكاتالوني الكبير، والذي حمل على عاتقه شعب المقاطعة الطامح بالإستقلال عن إسبانيا، وأسعده بألقاب كثيرة فارضا الألوان المشابهة للعلم الكاتالوني في كل مكان، رفض الاستسلام، بكثير من الكبرياء، فلم يكن السقوط نهاية العصر البرشلوني الرائع والذي كانت شرارته مطلع التسعينيات في القرن الماضي وبدايته الحقيقة في عام 2005 وما لحقها من نهضة تاريخية .
لم يكن حلم برشلونة سياسيا فحسب، ولم تكن رسالته انفصالية فقط ولم ينحصر تألقه في الملاعب الرياضية، فالفريق يحمل رسالة انسانية بالتعاون مع مؤسسات حقوق الأطفال والتي حمل شعارها على صدر نجومه لسنوات طويلة، مرسخا مبادئا جميلة، لوثها التخبط الإداري إلا أنها لم تختفي .
كل هذا الإرث الجميل لبرشلونة بقي، وتسلح فيه أبناءه عند السقوط، فاستعان الفريق بأبناء كاتلونيا، بداية من المدرب الشاب تشافي، والذي صنع المجد لاعبا ويصنع النهوض مدربا، ومرورا بكوكبة من النجوم الذي يلعبون لأجل الفريق في عز الأزمة الاقتصادية، واختاروا الألوان الزرقاء والحمراء على المال .
نعم برشلونة في الدوري الأوروبي، ونعم قدم ويقدم وسيقدم نتائج صعبة، ويكاد يخلوا من نجوم بحجم الأسماء التي حملت قميصه بالفترات السابقة، إلا أنه يقدم كرة ممتعة منذ قدوم تشافي، ويتطور بفنيات جيدة وروح عالية تمهد طريق العودة في المواسم المقبلة ، وتؤكد شعار الفريق " أكثر من مجرد نادي " .