ملاعب - وكالات
تجاهل مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، تهديدات يحيى الكومي، رئيس النادي الإسماعيلي، بالانسحاب من بطولة كأس مصر، اعتراضاً على قرعة الدور ثمن النهائي للبطولة، بداعي أنها أقيمت بطريقة موجهة لصالح فريقي الأهلي والزمالك، لعدم وقوعهما في مواجهة قبل المباراة النهائية، لكن لم يكن نادي الإسماعيلي هو الوحيد الذي هدد بالانسحاب، وأيضاً لم يكن الموسم الجاري هو الموسم الوحيد الذي شهد مثل هذه التهديدات، بل هي «موضة» اتبعتها بعض الأندية منذ عدة مواسم لوضع اتحاد الكرة في مأزق والرضوخ لطلباتها، لكن أثبتت الأيام أن تهديد الأندية بالانسحاب هو أكبر «فقاعة» شهدتها الكرة المصرية.
ولم تتخط التصريحات بعض مسؤولي الأندية المصرية عن كونها مجرد تهديدات، لأنه لو وصل الأمر إلى درجة التنفيذ، لتعرضت تلك الأندية إلى عقوبات قاسية وفقاً للوائح، سواء عقوبات مادية أو حرمان من المشاركة في المسابقات التي تقرر الانسحاب منها، وفي تصريح سابق، رد أحمد مجاهد على تلك التهديدات، وقت توليه رئاسة اللجنة الثلاثية التي كانت تدير اتحاد الكرة المصري، قبل أن يأتي المجلس الحالي برئاسة جمال علام، وقال: «إنها مسابقات رسمية ونحن لا نلعب دورة ودية».
وأعلن الإسماعيلي انسحابه من منافسات كأس مصر عقب إجراء القرعة بسبب إقامتها بطريقة موجهة لتفادي الأهلي والزمالك ملاقاة كل منهما الآخر قبل المباراة النهائية، لكن اتحاد الكرة تجاهل تلك التهديدات وأعلن عن موعد وملاعب مباريات وملاعب البطولة من الدور ثمن النهائي وحتى المباراة النهائية، وعلى الرغم من ذلك فإن رئيس الإسماعيلي شدد على تمسكه بالقرار وقال: «موقفنا كما هو من الانسحاب ولن يتغير، خاطبنا الاتحاد وننتظر ردهم وإن لم يحدث رد لدينا تصعيد آخر».
موقف حرج
ووضع رئيس الإسماعيلي نفسه في موقف محرج، خصوصاً مع الإعلان عن موعد مباريات الكأس، حيث إن إصراره على الانسحاب يعرّض ناديه لعقوبة كبيرة، والتي تنص وفقاً للوائح، على استبعاده من النسخة المقبلة من الكأس بجانب تغريمه 200 ألف جنيه.
وبخلاف الإسماعيلي، أقبلت عدة أندية على التهديد بالانسحاب من بطولة الدوري الممتاز لهذا الموسم، وجاءت أغلبها بسبب الأخطاء التحكيمية التي تشهدها مباريات البطولة، ولعل أقصى ما يمكن أن تفعله هذه التهديدات هو الإطاحة بعصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة المصري، وغير ذلك لن يجرؤ أي نادٍ على تنفيذ تهديداته، خصوصاً الأندية الجماهيرية، على رأسها ناديا الأهلي والزمالك، لأن ذلك يعني كارثة كبرى للكرة المصرية، وهو ما يستدعي تدخل وزير الرياضة نفسه لحل الأزمة.
وشهدت الفترة الأخيرة ظهور بيانات لاذعة تنتقد أداء الحكام، كان آخرها من نادي غزل المحلة الذي لوّح باللجوء إلى الاتحاد الدولي «فيفا»، بعد مباراته ضد الأهلي التي هُزم فيها بنتيجة 2-1، معترضاً على أداء الحكم عبد العزيز السيد، وطالب النادي إعادة المباراة أو الانسحاب من البطولة، كما هدد الإسماعيلي بالانسحاب من الدوري عقب مباراته ضد "المقاولون العرب" بالجولة 21، إذ شدد مسؤولو الإسماعيلي على أحقيتهم في ركلة جزاء تجاهلها الحكم أمين عمر، وفقاً لبيان النادي الذي يحاول الهروب من حسابات القاع.
تهديد سابق
وقبل نحو شهر، هدد مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، بالانسحاب من الدوري، حال عدم خوض غريمه التقليدي النادي الأهلي مبارياته المؤجلة قبل استئناف الفارس الأبيض لمسابقاته المحلية، وقال منصور إن الزمالك سينسحب من مسابقة الدوري العام حال عدم خوض النادي الأهلي مبارياته المؤجلة قبل استئناف خوض الفريق الأبيض مبارياته بالبطولة المحلية.
ويفرق اتحاد الكرة في التعامل مع تلك التهديدات بين الأندية الكبرى وباقي الأندية، حيث يرضخ لتنفيذ طلبات الأندية الكبرى حال تهديدها بالانسحاب، كونه يعي جيداً أن عدم وجود الأندية الكبرى في المسابقات المحلية يمثل كارثة، بل فضيحة حقيقة للكرة المصرية.
الأزمة الأكبر
وشهد العام 2019 أكبر أزمات التهديد بالانسحاب، وكان بطلها النادي الأهلي، الذي أصر مسؤولوه على عدم استكمال مسابقة الدوري، وعدم لعب مباراته أمام فريق الجونة، قبل أن يلعب مباراته أمام منافسه التقليدي، الزمالك، والتي تأجلت وقتها لأكثر من مرة لدواعٍ أمنية، وتدخل وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، لحل أزمة مجلس إدارة النادي الأهلي مع الاتحاد المصري لكرة القدم، وأجرى الوزير اتصالاته مع محمود الخطيب، رئيس الأهلي وعمرو الجنايني رئيس اللجنة التي كانت تدير اتحاد الكرة وقتها؛ للوصول لحل الأزمة التي قد تؤثر على استقرار الحياة الرياضية المصرية.
وفي العام نفسه، هدد الأهلي بالانسحاب من كأس مصر، اعتراضًا على التضارب في قرارات اتحاد الكرة القدم، بعد تحديد موعدًا لمباراة الأهلي أمام بيراميدز في بطولة الدوري، ثم تخصيص اليوم نفسه لإقامة المواجهة التي ستجمع بين الفريقين في منافسات دور الـ16 ببطولة الكأس، وأعلن اتحاد الكرة برئاسة هاني أبو ريدة بعد اعتراض الأهلي تأجيل منافسات كأس مصر لأجل غير مسمى وذلك لدواعٍ أمنية.
وفي العام 2020، انسحب الزمالك من مباراة القمة أمام الأهلي، في واحدة من أسوأ المواقف التي شهدتها الرياضة المصرية، وذلك بداعي تعطّل حافلة الفريق، ولم تُقَم المباراة بعد انتظار فريق الأهلي لأكثر من ساعة بعد الوقت الأصلي المفترض لبداية المباراة، ووفقاً للائحة اعتبر الزمالك خاسراً بخلاف خصم 6 نقاط من رصيده مع نهاية الموسم.