ملاعب - تفصل المدير الفني هاجيمي مورياسو 90 دقيقة لقيادة المنتخب الياباني إلى نهائيات كأس العالم للمرة السابعة على التوالي، وذلك من خلال مواجهة صديقه القديم وزميله في فريق سانفريس هيروشيما غراهام آرنولد المدير الفني للمنتخب الأسترالي الذي يقف في وجه الساموراي الأزرق لحجز مكان في كأس العالم 2022 في قطر.
الانتصار على أستراليا في سيدني يوم الخميس سوف يضمن بطاقة تأهل اليابان إلى نهائيات كأس العالم، وسيجلب نتيجة مرضية في نهاية هذه التصفيات التي شهدت الكثير من التحديات بالنسبة لمورياسو كما أوضح خلال مقابلة حصرية مع الموقع الإلكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
خلال ما يقرب من أربع سنوات من قيادته لمنتخب الساموراي الأزرق، أشرف مورياسو على عدد كبير من المباريات الهامة. لكن المواجهة على ستاد أستراليا أمام المنتخب الأسترالي يوم الخميس قد تكون الأهم حتى الآن.
هناك على المحك مكان مباشر لبلوغ نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، في حين أن الخسارة لن تكون نهاية آمال اليابان في التأهل، فهي ستجعل فرصة تأهلهم المباشر إلى النهائيات خارج أيديهم مع تبقي جولة من تصفيات الدور النهائي.
إنها حقيقة لا ينساها المدير الفني البالغ من العمر 53 عاماً وهو يستعد لتجديد التنافس مع المنتخب الأسترالي الذي وقف وجه في نظيره الياباني على طول الطريق قبل أن ينجح الضيوف في التفوق 2-1 في نهاية المطاف على ستاد سايتاما في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال مورياسو: ليس هناك شك في أن مباراتنا في سيدني ستكون صعبة، إنها مباراة الإياب وعلينا أن نكون مستعدين وأن نكون في حالة ذهنية صحيحة. سوف نقاتل من أجل النقاط الثلاث وبطاقة العبور إلى نهائيات كأس العالم.
وأوضح: كانت أستراليا قوية جداً ومستوى إيقاعهم كان عالياً عندما لعبنا أمامهم في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وتابع: لاعبوهم موهوبون على المستوى الفردي، ولكن يمكنهم أيضاً اللعب كفريق ولديهم خطة جيدة للمباراة يقودها مدرب كبير. هذه الأشياء التي عرفتها من المباراة الأخيرة بيننا، لكن أنا متأكد أن المنتخب الأسترالي سوف ينظر للوراء ويدرس خطتنا للمباراة أيضاً.
وأردف: أنا متأكد تماماً أن المباراة القادمة ستكون أكثر شراسة وقوة من مباراتنا الأخيرة أمامهم، وأعتقد أنها ستكون مباراة كرة القدم جيدة.
أصبح التعامل مع المباريات شديدة الضغط أمراً روتينياً لمورياسو منذ تعيينه مديراً فنياً لليابان في عام 2018 بعد قيادة سانفريس هيروشيما - النادي الذي قضى فيه أيضاً 14 موسماً كلاعب، بما في ذلك موسمان إلى جانب مدرب أستراليا غراهام آرنولد - إلى ثلاثة ألقاب في الدوري الياباني خلال أربعة مواسم.
هذه الوظيفة هي الأولى له كمدير فني على المستوى الدولي وقد جمع بين دوره في قيادة الفريق الأول وقيادة الفريق الأولمبي للبلاد. كانت فترة عمله حافلة بالأحداث، حيث خسرت اليابان في نهائي كأس آسيا 2019 أمام قطر، وحصلت على الميدالية الفضية في دورة الألعاب الآسيوية عام 2018 خلف كوريا الجنوبية.
كما قاد اليابان إلى الدور قبل النهائي من دورة الألعاب الأولمبية المؤجلة الصيف الماضي، لكنه خسر بشكل مؤلم فرصة نيل أول ميدالية للبلاد في منافسة كرة القدم منذ عام 1968.
ازدادت تحديات مورياسو، التي كانت عالية منذ توليه الدور، العام الماضي عندما خسرت اليابان أمام عُمان والسعودية في أول ثلاث مباريات في الدور النهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر 2022، مما ترك آمال فريقه في كأس العالم على المحك.
وقال مورياسو عن التحول إلى التدريب على المستوى الدولي: من المستحيل المقارنة، منذ أن توليت مسؤولية دور المدير الفني لمنتخب الساموراي الأزرق والمنتخب الأولمبي، كنت أجهز دائماً لكل مباراة بشكل منفصل، وحاولت الفوز في كل مباراة.
وأضاف: صحيح أنني اكتسبت وتعلمت الكثير من نهائي كأس آسيا، ونهائي دورة الألعاب الآسيوية، والدور قبل النهائي في الأولمبياد، والمباراة الفاصلة لتحديد المركز الثالث. لكن هدفي النهائي هو أن أقود الفريق في المونديال وأن أحظى ببطولة جيدة في قطر، لذا خلال المباراة القادمة أمام أستراليا أريد أن أظهر كل ما اكتسبته من خلال تجاربي حتى الآن، وأن أضمن مكاننا في كأس العالم.
وأوضح: مقدار الضغط والنقد الذي أتلقاه الآن يختلف عما عايشته كمدرب لنادي في الدوري الياباني. لكنني لم أغير طريقة تفكيري أبداً كمدير فني. لطالما حاولت قيادة الفريق من أجل اللاعبين والجماهير ورفع جودة كرة القدم في اليابان وهذا مبدأ لم يتغير.
وتابع: خسرنا المباراتين الأولى والثالثة خلال الدور النهائي في التصفيات الآسيوية، لذلك من الطبيعي أن أتعرض أنا أو الفريق لانتقادات من وسائل الإعلام والمشجعين. أنا أقبل أي انتقاد أتلقاه برحابة صدر.
وأردف: أعرف أن الناس لن يكونوا سعداء عندما لا نفوز، ولكن هذا لأن الناس ينتظرون فريقاً جيداً وقوياً يفوز بالمباريات. علينا أن نقدم كل شيء لهؤلاء الذين يدعموننا بغض النظر عن النتائج، وقد ساعدني هذا الدعم ذهنياً أيضاً خلال التصفيات.
في حين أن بعض لاعبي اليابان البارزين لم يصلوا إلى المستويات المتوقعة خلال الدور النهائي من التصفيات، ظهر جونيا إيتو كبطل غير متوقع مع الساموراي الأزرق. حيث سجل الجناح أهدافاً حاسمة في كل من مباريات اليابان الأربع الأخيرة، وقد أثبت أنه بارع في خدمة زملائه في الفريق.
أصبح اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً عنصراً حيوياً في خطة لعب مورياسو وفي رفع مستوى اليابان بعد تلك السلسلة الافتتاحية المخيبة للآمال، عندما بدا التأهل لقطر موضع شك كبير.
وقال مورياسو عن مهاجم فريق جينك: لقد ترك الدوري الياباني ليلعب في بيئة مختلفة تماماً في بلجيكا، هناك، أنا متأكد من أنه بذل جهداً كبيراً للتحسن، من خلال أسلوب جديد في كرة القدم الأوروبية، وأن تجربة اللعب أمام فرق ولاعبين جيدين كل أسبوع ساعد في رفع مستوى أدائه مع المنتخب الوطني أيضاً.
وتابع: نقاط قوته الواضحة هي سرعته وأسلوبه الهجومي وقدرته على اختراق خطوط المنافس، ولكن يمكنه أيضاً مطاردة الكرة بضغط هائل، لذا فإن صفاته الدفاعية هي أيضاً قيمة عظيمة كلاعب.
نتيجة مماثلة يوم الخميس لمباراة الذهاب أمام أستراليا ستأخذ اليابان إلى نهائيات كأس العالم القادمة، لكن بدلاً من التطلع إلى قطر والتوقعات بشأن أداءهم في تشرين الثاني/نوفمبر، فإن مورياسو يراقب المنتخب الأسترالي فقط.
وقال: أولاً وقبل كل شيء، علينا أن نفوز على أستراليا لنكسب مكاننا في كأس العالم للمرة السابعة على التوالي. هذا كل ما أركز عليه الآن.
وختم: لكنني أعلم أن اللعب في كأس العالم أمرٌ حيوي للغاية لأسرة كرة القدم في اليابان. هدف الاتحاد الياباني لكرة القدم هو الفوز بكأس العالم بحلول عام 2050، وأشعر أنه لا مفر من المشاركة في كأس العالم لمعرفة مكانتنا بين أفضل الفرق في العالم أيضاً. كأس العالم أمرٌ حاسم بالنسبة لنا لتحسين ورفع مستوى اللعبة في بلادنا.