ملاعب - حثّ المدير الفني للمنتخب الأسترالي غرهام آرنولد اللاعبين الذين لا يملكون أي مباراة دولية في تشكيلته لاغتنام لحظتهم وتقديم مستويات تساهم في تغيير حياتهم، خلال التصفيات الآسيوية الحاسمة عند مواجهة اليابان والسعودية.
ظهر آرنولد خلال الملحق من تصفيات كأس العالم كلاعب ومساعد مدرب وقاد فرق في كأس آسيا ودوري أبطال آسيا كمدير فني، لكن يمكن القول أنه لم يعرف رهانات عالية كهذه.
المدرب البالغ من العمر 58 عاماً على بعد انتصارين من قيادة المنتخب الأسترالي للظهور الخامس على التوالي في نهائيات كأس العالم، لكن بينما المعادلة واضحة، إلا إنها صعبة التحقيق.
تحتل أستراليا حالياً المركز الثالث في المجموعة الثانية، وسيتعين عليها تحقيق هذين الانتصارين أمام اليابان في سيدني يوم الخميس، ومتصدرة المجموعة السعودية في جدة يوم الثلاثاء التالي، إذا ما أراد لاعبو فريق المدرب آرنولد تجنب اتخاذ طريق الملحق المحفوف بالمخاطر إلى مونديال قطر 2022.
أصبح هذا التحدي الكبير أكثر صعوبة بسبب ظروف خارجة عن سيطرة آرنولد.
لاعبون مثل آدم تاغارت وهاري سوتار وريلي ميكغري سيغيبون عن المواجهتين بسبب الإصابة، أما جيمي مكلارين هدّاف المنتخب الأسترالي في هذه التصفيات برصيد 7 أهداف، فهو لن يتمكن من السفر إلى السعودية بسبب تصادفها مع موعد حفل زفافه، بينما أثبت اختبار كوفيد-19 الأخير أن نجم خط الوسط آرون موي سيكون بعيداً عن التشكيلة.
استمرت العوائق في التراكم يوم الجمعة عندما أصيب آرنولد نفسه بفايروس كوفيد-19 للمرة الثانية هذا العام، مما أضاف طبقة أخرى من عدم اليقين إلى تحضيرات الفريق.
لكن في كل أزمة هنالك فرصة وقد شجع آرنولد أولئك الجدد الذين انضموا إلى التشكيلة لانتهاز الفرصة.
تم استدعاء كل من ناثانيال أتكينسون ونيكولاس داغوستينو والمهاجم الأوروغواياني المولد برونو فورنارولي للمرة الأولى، في حين أن ضم جياني ستيسنس وكي روليز يرفع عدد اللاعبين المشاركين لأول مرة مع المنتخب إلى خمسة.
خلال حديثه قبل اصابته بكوفيد-19، حثّ آرنولد لاعبيه الخمسة الجدد في التشكيلة لترك بصمتهم في واحدة من أهم التوقفات الدولية في السنوات الأخيرة.
وفي مقابلة حصرية مع الموقع الإلكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من سيدني، قال آرنولد: لا آمل، أنا أتوقع.
وأضاف: من خلال الحشد الجماهيري الكبير الذي سيكون خلفنا، سوف يمدوننا بطاقة إضافية عندما ندخل إلى أرضية الملعب، وكما قلت للاعبين، أرى أن هاتين المباراتين ستكونان بمثابة فرصة لتغيير حياتكم.
وتابع: لقد ارتديت هذا القميص، وشعرت بروعة كبيرة. إنه أمرٌ فريد عندما تحصل على فرصة كهذه في الحياة، حيث لدينا بالفعل خطة ثانية - ولم يتم التحدث عن تلك الخطة، لكنها موجودة - ولا تزال الخطة الأولى قائمة، وهي محاولة التأهل بشكل مباشر.
وأردف: هذه فرصة لكم للخروج وتقديم عرضين رائعين هناك، كما قلت، يمكن أن يُغير ذلك حياتكم إلى الأبد.
قد يكون عدد الأصفار في المشاركات الدولية بجوار اسم كل لاعب في قائمة المنتخب الأسترالي الأول سبباً للقلق للوهلة الأولى، ولكن لا يوجد لاعب في منتخب أستراليا مبتدئ تماماً على الساحة الدولية.
مثل اللاعب ستيسنس الذي شارك مع نيوزيلندا في كأس العالم تحت 20 عاماً قبل أن ينتقل ولاءه إلى أستراليا في أواخر العام الماضي، بينما كان أتكينسون وداغوستينو وروليس جميعاً جزءاً من الفريق بقيادة آرنولد الذي ذهب إلى أولمبياد طوكيو 2020، مع وجود أتكينسون وداغوستينو في الملعب عندما هزمت أستراليا نظيرتها الأرجنتين في لقاء شهير.
العديد من الخريجين من تلك المجموعة تحت 23 عاماً يظهرون الآن في تشكيلة المنتخب الأسترالي الأول التي لا تزال قيد التطوير، وخبرتهم السابقة تمنح آرنولد الثقة في أنه حتى عناصر فريقه الذين لم يتم اختبارهم على المستوى الأول يمكن أن يكون لهم تأثير أمام اليابان والسعودية.
وقال المدرب: إيماني في هؤلاء اللاعبين هو أنني كنت أقودهم مع المنتخب الأولمبي، إذا كان بإمكانهم التغلب على الأرجنتين واللعب أمامهم بهذه الطريقة، فيمكنكهم إذاً فعل ذلك على أيّ مستوى.
وأضاف: ذهب كل هؤلاء اللاعبين إلى الألعاب الأولمبية، وإذا ما كان هاري سوتر ورايلي ماكغري جاهزين، فسيكون لدينا تسعة لاعبين من الفريق الأولمبي في الفريق الأول. أعتقد أن هؤلاء اللاعبين هم لاعبون أفضل اليوم مما كانوا عليه عندما كنت أشرف عليهم في طوكيو.
وواصل: لذلك، ليس لدي أي مشاكل على الإطلاق مع أي من هؤلاء اللاعبين الشبان، لأنني أعلم أنني سأُحضر الطاقة والقتالية المناسبة منهم. هذا ما أتوقعه لهاتين المباراتين.
ولكن في حين أن أمثال أتكينسون وداغوستينو قد يمثلان مستقبل المنتخب الأسترالي، فإن العنوان الرئيسي في الأسبوع الذي سبق إعلان تشكيلة الفريق يوم الخميس كان ضم فورنارولي.
يعتبر فورنارولي صديقاً قديماً وزميلاً سابقاً للأسطورة لويس سواريز، وكان أحد أفضل المهاجمين على الإطلاق في الدوري الأسترالي، حيث سجل 81 هدفاً في 138 مباراة مع ملبورن سيتي وبيرث غلوري منذ وصوله إلى ملبورن 2015.
وأوضح آرنولد: آدم تاغارت خرج مصاباً، وهذه هي النقطة الأولى. النقطة الثانية هي جيمي مكلارين متاح للمباراة الأولى فقط. إذاً، لدينا ميتشل ديوك ونيكولاس داغوستينو وأنا بحاجة إلى لاعب آخر في الهجوم.
وأوضح: إذا نظرت إلى ما فعله برونو فورنارولي لكرة القدم الأسترالية، كأجنبي خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية، فقد كان دائماً أحد أفضل المهاجمين في الدوري الأسترالي.
وتابع: مع نسبة تسجيل الأهداف العالية، هدف في كل مباراتين، فهو يجلب جودة رائعة لفريقنا ولكن علاوة على ذلك، فإنه يجلب ذهنية أمريكا الجنوبية القتالية إضافة إلى التجربة الكبيرة.
يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه التغييرات بالجملة ستؤتي ثمارها، أو حتى إذا كان آرنولد سيكون هناك لرؤية الحدث، لكن مدرب المنتخب الأسترالي لا يزال واثقاً من أن فريقه يمكن أن ينجز المهمة.
إن إنجاز المهمة، لا سيما في المباريات الحاسمة في وقت متأخر من التصفيات، هو شيء اعتاد المنتخب الأسترالي القيام به منذ انضمامه للاتحاد الآسيوي، خاصة مع وجود آرنولد كمساعد تحت قيادة غوس هيدينك، في تصفيات التأهل لنهائيات 2006 في ألمانيا.
ولكن، ما قد يحدث، في المباريات القادمة، هو أن آرنولد يتوقع بذل جهوداً هائلة من كل لاعب في فريقه، بغض النظر عن الخبرة.
وقال: أتوقع أن يذهب هؤلاء اللاعبون إلى هناك - وخاصة مع أهمية هذه المباريات - ويقدموا كل ما لديهم وأن لا يتركوا شيئاً وراءهم في الملعب.
وختم: يجب التأكد من أن طاقتهم جيدة، وروحهم القتالية جيدة، وأنهم سيركضون حتى يسقطوا، وأن يضعوا صوب أعينهم تقديم أداء العمر.