السبت 21-12-2024
ملاعب

إيطاليا تحدد سيناريوهات عدة تحسبا لرحيل مانشيني

486031-تتويج-منتخب-إيطاليا-(1)


ملاعب - وكالات

 استفاقت إيطاليا على حالة من الصدمة بعدما عاشت أمسية سوداء في باليرمو بخروج المنتخب الوطني من الملحق الأوروبي وفشله في التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية تواليا.

اضافة اعلان
 


وبعدما عاشوا قبل أربعة أعوام خيبة الغياب عن النهائيات العالمية لأول مرة منذ 60 عاما، تفاءل الإيطاليون مع المدرب الجديد روبرتو مانشيني لاسيما بعد فوزهم بكأس أوروبا الصيف الماضي.

 


لكن المفاجأة تحققت الخميس على يد مقدونيا الشمالية بهدف سجله مهاجم باليرمو السابق والفيحاء السعودي حاليا ألكسندر ترايكوفسكي في الوقت القاتل (2+90)، ليمنح بلاده بطاقة نهائي المسار الثالث من الملحق الأوروبي المؤهل لمونديال قطر 2022 حيث تلتقي الثلاثاء مع البرتغال في بورتو.

 


وما يزيد من هول ما حصل الخميس، أنه لم يسبق لإيطاليا أن خسرت أي مباراة لها على أرضها في تاريخ مشاركاتها في تصفيات كأس العالم، وقد دخلت لقاء مقدونيا الشمالية بسجل 48 فوزا و11 تعادلا على أرضها منذ بدء اعتماد التصفيات المؤهلة للنهائيات اعتبارا من النسخة الثانية عام 1934 حين فازت على اليونان 4-0 في ميلانو في طريقها للفوز لاحقا بلقبها العالمي الأول.

 


وبحسرة كبيرة، عنونت صحيفة “لا ريبوبليكا” غداة الخيبة الوطنية الكبيرة “الجميع إلى المنزل”، معتبرة أن ما حصل الخميس في باليرمو يشكل “وداعا لـ+ناتسيونالي+ (المنتخب الوطني) خسرناه إلى الأبد”.

 


ووضع المنتخب الإيطالي نفسه في هذا الموقف بعد اكتفائه في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة للتصفيات الأوروبية بالتعادل السلبي على أرض أيرلندا الشمالية، ما سمح لسويسرا بخطف البطاقة بفوزها على بلغاريا 4-0.

 


وقد دفع الإيطاليون من دون شك ثمن التعادل في الجولة قبل الأخيرة على أرضهم أمام سويسرا 1-1 في لقاء أضاعوا في ثوانيه الأخيرة ركلة جزاء عبر جورجينيو الذي أضاع أيضا ركلة جزاء أمام “ناتي” في لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل السلبي في سويسرا.

 


وعشية استضافة مقدونيا الشمالية التي لعبت دورا أيضا في جر إيطاليا إلى ملحق مونديال 2018 (أقصتها السويد) بعدما أجبرت “الآتزوري” على الاكتفاء بالتعادل على أرضه 1-1 في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات، علق مانشيني على ركلتي الجزاء الضائعتين، بالقول “كان بإمكاننا ألا نتواجد في هذا الموقف، لكن هذه هي كرة القدم”.

 


وكرة القدم قاسية بقدر ما هي جميلة، وهذا الأمر يدركه المدافع المخضرم جورجو كييليني الذي دخل لقاء الخميس في الشوط الثاني ليشهد على الكارثة الوطنية لبلد توج باللقب العالمي أربع مرات.


حالة ذهول 

قال كييليني “نحن الآن في حالة ذهول. من الصعب شرح ذلك. أعتقد أننا قدمنا مباراة جيدة مرة أخرى ولم نسجل الهدف”. وتابع “لقد ارتكبنا أخطاء من سبتمبر (خلال التصفيات) إلى الآن ودفعنا ثمنها. أنا فخور بزملائي في الفريق وبهذه المجموعة.. يجب أن نبدأ من جديد”.

 


وأمل ببقاء مانشيني “الذي قدم الكثير للمنتخب الوطني”. وعن العقم الهجومي، قال مدافع يوفنتوس “الأمر ليس كما لو أننا لم نصنع الفرص. كانت لدينا 32 تسديدة على المرمى”. لكن وخلافا لكييليني، رأت صحيفة “لا ستامبا” أن المنتخب قدم “أداء كارثيا”.

 

 

بالنسبة إلى صحيفة الواسعة الانتشار والتي تصدر من ميلانو، فإن إقصاء إيطاليا يعلن عن “تغيير في الجيل” و”إعادة تأسيس”. صحيفة “غازيتا ديلو سبورت” لم تكن متفاجئة بما حصل الخميس على ملعب “رنتسو باربيرا” في عاصمة صقلية أمام مدرجات بكامل طاقتها الاستيعابية لأول مرة منذ تفشي فايروس كورونا في أوائل عام 2020.

 


إيطاليا مرت بصدمة غير مسبوقة، ولا شك أن الفشل الإيطالي قد يؤدي إلى نهاية مشوار بعض لاعبي الآتزوري

 


ورأت الصحيفة الرياضية أن “الفوز بكأس أوروبا كان بمثابة فاصل سعيد بين أعوام من خيبة الأمل في المنتخب والأندية”، في إِشارة إلى انتهاء مشوار إيطاليا عند الدور الأول لمونديالي 2010 و2014 وفشلها في التأهل إلى نهائيات 2018 إضافة إلى خيبة الأندية الإيطالية ونتائجها المتواضعة في دوري أبطال أوروبا.

 


وتابعت “كرتنا تدفع ثمنا باهظا: ما زالت تفتقر إلى الرؤية وليست هناك شجاعة… محاكمة مانشيني ستكون خطأ، إنه نظام الـكالتشو+ (الكرة الإيطالية) بأكمله الذي يحتاج إلى مراجعة”.

 

 

أما الصحيفة الرياضية الأخرى “إيل كورييري ديلو سبورت”، فلا يبدو أنها مقتنعة بفكرة بقاء مانشيني في منصبه حتى نهاية عقده الذي جدد حتى 2026 بعد التتويج القاري الصيف الماضي، مشددة على “أنها ساعة تحمل المسؤولية”.

 

 


ورغم أنه من أصدقاء مانشيني، اعتبر مدير الصحيفة إيفان زاتساروني أن “مانشيني كان مهندس الانتصار الأوروبي ومانشيني هو المسؤول الأول عن هذا الفشل”.

 


وما حصل أمام مقدونيا الشمالية “لا يشكل أي مفاجأة” لصحيفة “إل ميساجيرو”، لأنه “نتيجة أعوام من السقوط الحر (التدهور)”، موضحة “لم نفز على صعيد الأندية 

 


بالمسابقات الأوروبية منذ 2010 (حين أحرز إنتر دوري الأبطال). هذا الجفاف الطويل غير مسبوق في تاريخ الكؤوس الأوروبية”.

 

 


وتابعت “على مدار الأعوام الـ15 الماضية، انهار دوري الدرجة الأولى. من سقوط يوفنتوس (إلى الدرجة الثانية) بعد قضية +كالتشوبولي+ (التلاعب بالنتائج عام 2006)، إلى انسحاب (سيلفيو) بيرلوسكوني (التخلي عن ملكية ميلان) و(ماسيمو) موراتي (التخلي عن ملكية إنتر)، كل ذلك أدى إلى إضعاف الأندية التاريخية العظيمة وتقويض التوازن، مما أضعف الدوري بأكمله”. بالنسبة إلى رئيس رابطة الدوري الإيطالي لورنتسو كاسيني، يجب أن يكون هناك “تفكير جاد وتغيير عميق في النظام”، بحسب ما قال في بيان عقب الليلة الظلماء في باليرمو.

 

 


سيناريوهات الرحيل

أمام منتخب إيطاليا ومدربه روبرتو مانشيني 3 مسارات محتملة، بعد الفشل في التأهل لكأس العالم، بخسارة صادمة أمام مقدونيا الشمالية. ويرتبط مانشيني بتعاقد يمتد حتى مونديال 2026، ويتمنى رئيس الاتحاد الإيطالي جابريلي جرافينا، أن يبقى روبرتو بعدما حقق طفرة، وفاز بلقب يورو 2020 عكس كل التوقعات.

 


وأشارت صحيفة “لا جازيتا ديلو سبورت” الإيطالية، إلى أن مانشيني قد يستكمل عقده بشرط الحصول على ضمانات لتنفيذ مشروعه مع الآتزوري.  وأضافت “في حالة مغادرة روبرتو مانشيني، فإن هناك أسماء مرشحة لخلافته مثل فابيو كانافارو، ومعه المخضرم مارتشيلو ليبي كمستشار فني”.

 

 

 

 

 


وذكرت أن الاتجاه الثاني، هو التعاقد مع مدير فني بخبرات كبيرة، وهنا يبرز، كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد الذي بقى مستقبله غامضا بعد الخسارة أمام برشلونة برباعية في الكلاسيكو. أما المسار الثالث فهو تعيين مدير فني بقدرات تشبه مانشيني، ومعه لاعب بالفريق لاستكمال المشروع الذي بدأه روبرتو قبل 4 سنوات.

 

 


وقد تمتعت إيطاليا بالأفضلية والسيطرة المطلقة طوال الـ90 دقيقة، إلا أن لاعبيها أهدروا جميع الفرص التي سنحت لهم. كما يتحمل مانشيني جزءا كبيرا من مسؤولية الهزيمة، حيث لم يتمكن من علاج مشكلات فريقه الهجومية.

 


وكان العقم الهجومي ظاهرا للجميع أيضا، خلال بطولة يورو 2020، حيث لم يسجل رؤوس الحربة سوى هدفين، من أصل 13 هدفا أحرزهم الآتزوري. وقد تواصلت هذه الأزمة مجددا، في غياب حلول مانشيني، حيث سدد لاعبو إيطاليا 32 كرة باتجاه مرمى مقدونيا الشمالية، من بينها 16 من داخل منطقة الجزاء، لكن 5 تصويبات فقط كانت بين الخشبات الثلاث.

 


كما حصل الآتزوري على 16 ركلة ركنية، لم تُستغل أي واحدة منها. وبجانب ذلك، فإن جيجي دوناروما، حارس مرمى إيطاليا، الذي كان سببا في خروج فريقه باريس سان جيرمان مؤخرا، من دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد، ظهر بشكل كارثي في هدف مقدونيا. فرغم أن التسديدة لم تكن بالقوة الكافية، ومن مسافة بعيدة، إلا أن دوناروما فاقد التركيز فشل في التعامل معها، لتسكن مرماه وتقصي إيطاليا.

نهاية الرحلة 

مر منتخب إيطاليا بصدمة غير مسبوقة، بعدما فشل في التأهل لمنافسات كأس العالم. ولا شك أن الفشل الإيطالي قد يؤدي إلى نهاية مشوار بعض لاعبي الآتزوري، الذين قد يعلنون اعتزالهم الدولي في أقرب وقت ممكن. يعد جورجيو كيليني مدافع وقائد يوفنتوس وإيطاليا، هو أبرز اللاعبين الذين سيعلنون اعتزالهم اللعب الدولي خلال الأيام المقبلة. 

 


ومع بلوغه 37 عاما، وفشل الآتزوري في التأهل للمونديال، سيتخذ كيليني قرار اعتزال اللعب الدولي، لاسيما وأنه صرح نهاية العام الماضي، أنه كان سيتخذ قرار الاعتزال لولا يورو 2020. وصرح كيليني قائلا “مررت بفترة عصيبة بعد الإصابة، وعدت بعد 6 أشهر وعانيت لإيجاد التوازن الصحيح لمدة عام، فكرت في الاعتزال لكن البطولة الأوروبية جعلتني أقف على قدمي والرغبة أيضا في التواجد هناك بأي ثمن”.

 


الفشل الإيطالي لا شك أنه قد يؤدي إلى نهاية مشوار بعض اللاعبين الذين قد يعلنون اعتزالهم الدولي في أقرب وقت.

 


بدوره ليوناردو بونوتشي صاحب الـ34 عاما، قد يكون من النجوم المعتزلين دوليا، خاصة وأن المدافع الإيطالي يعاني من سلسلة من الإصابات حرمته من التواجد بالعديد من المباريات هذا الموسم. ومع كثرة الإصابات وتراجع مستواه، فإن تواجده مع الآتزوري خلال الفترة المقبلة قد يكون صعبا، وبالتالي سيتخذ قرار الاعتزال الدولي.

 


كذلك شيرو إيموبيلي مهاجم لاتسيو وإيطاليا، تلقى انتقادات في السنوات الأخيرة بسبب الظهور الضعيف للغاية مع منتخب بلاده، وعدم قدرته على حمل خط الهجوم على كتفيه أو الظهور بشكل مميز.

 


ويعد إيموبيلي من أسباب انتكاسة إيطاليا، في ظل الظهور الباهت، حيث يعد الشق الهجومي أسوأ نقطة في الآتزوري، وسط الفشل المستمر في تسجيل الأهداف، حتى أضاع المنتخب العديد من النقاط. ومع تراجع مستواه وفشله في هجوم إيطاليا، وتقدم عمره أيضا حيث يبلغ حاليا 32 عاما، فمن الصعب عليه التواجد بنسخة المونديال التي ستقام 2026 أي أنه سيكون في هذه الحالة 36 عاما.

 

 


لورينزو إنسيني من المتوقع أن يكون من النجوم المعتزلين دوليا في أقرب وقت ممكن، خاصة بعد اتخاذه خطوة الرحيل عن نابولي والانتقال للعب بصفوف تورونتو الكندي، بداية من الصيف المقبل.

 

 

خطوة اتخذها إنسيني تدل على أنه يعود إلى الخلف، وما يؤكد ذلك هو تراجع مستواه منذ بداية الموسم الحالي سواء مع نابولي أو المنتخب، وبالتالي سيكون من الصعب عليه العودة للعب مجددا مع الآتزوري.