الجمعة 22-11-2024
ملاعب

من الأموال إلى الحنين لأوروبا وموطنه.. رحلة أوسكار التي قضت على موهبته

Edw4SDfXkAAUdNo


ملاعب - وكالات

في فترة من الفترات، كان الخروج إلى الصين من الملاعب الأوروبية هو الشيء المنتظر من قبل البعض، حيث أنه طوق النجاة الذي يختصر المسيرة الكبيرة في أوروبا بأموالها إلى فترة صغيرة يمكن من خلالها لللاعب تكوين الثروة وتعليق حذائه.

اضافة اعلان
 


ومع انتشار فيروس كورونا وتقييد الموارد المالية غير المحدودة للأندية الصينية، رجع بعض اللاعبين من آسيا إلى أوروبا، إلا واحد فقط، اشتهر من قبل بتركه المجد حتى يجد المال.

 


هو صانع الألعاب البرازيلي أوسكار، الذي ظل في الصين يعيش حالة الفوضى التي شهدتها البلاد حتى استقرارها، ولم يصرح حتى بامتعاضه مما يحدث في حال الرياضة الصينية، فلماذا ظل هناك؟

من حواري البرازيل إلى ملاعب إنجلترا
وقع أوسكار مع تشيلسي في صيف 2012، وحقق نجاحًا كبيرًا في إنجلترا، حيث فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2015، بالإضافة إلى كأس الأندية الإنجليزية المحترفة، والدوري الأوروبي.

 


وكان أوسكار لاعباً منتظماً في ستامفورد بريدج حتى عندما شهد البلوز تقلب إداري كبير، حيث خاض أكثر من 200 مباراة على مدار أربعة مواسم ونصف تحت قيادة روبيرتو دي ماتيو ورافاييل بينيتيز وجوزيه مورينيو وجوس هيدينك وأنطونيو كونتي.

 

 


وربما يكون قد فاز بجائزة هدف الموسم للنادي مرتين لكنه لم يسجل العديد من الأهداف كما كان متوقعًا - سجل 38 هدفًا فقط للبلوز في جميع المسابقات - ولعب في كل الخطوط الهجومية تقريبًا خلال فترة وجوده في غرب لندن من قبل مديريه المختلفين.

 

 

حيث كان وجود أوسكار في الفريق بمثابة سيف ذو حدين لتشيلسي، الذي باع كيفن دي بروينه لمنح البرازيلي مساحة للازدهار - وهي خطوة تبدو أكثر حماقة مع مرور كل أسبوع - في حين أنه يمتلك "معدل عالي من المجهود البدني" مما جعله يقوم بأدوار تكتيكية كبيرة، وهذا لم يسمح له بإظهار الإبداع الذي ألهم النادي للتعاقد معه في المقام الأول.

 


وعلى الرغم من ذلك، فقد كان عضوًا رئيسيًا في فريق ينافس على قمة الدوري الإنجليزي الممتاز وفي المراحل الأخيرة من المنافسة الأوروبية عندما تم الكشف عن أنه سينضم إلى "شنغجهاي إس آي بي جي" خلال فترة الانتقالات في يناير 2017.
حيث كان يبلغ من العمر 25 عامًا فقط في ذلك الوقت، وكانت سنوات ذروته لا تزال أمامه، وكان من المفترض فقط أن يستمر في تشيلسي، لكنه اختار المال فوق كل شيء.

 


البحث عن المال ولو في الصين


لقد أذهل البرازيلي عالم كرة القدم بأنه سينتقل إلى الصين، لكن الأرقام المتضمنة في الانتقال المفاجئ كانت مذهلة: 67 مليون جنيه استرليني (84 مليون دولار) رسم انتقال، وراتب أسبوعي قدره 400 ألف جنيه إسترليني (500 ألف دولار)، مما جعله اللاعب الخامس في قائمة الأعلى أجرًا في العالم في ذلك الوقت.

 


وكان أوسكار منفتحًا جدًا على كون المال هو العامل الرئيسي، حيث قد جاء من عائلة فقيرة في البرازيل، ترعرعت على يد أم عزباء منذ سن الثالثة، وأراد جني أموال كافية لدعمهم لبقية حياتهم.

 


وفي تلك المرحلة، لم يكن أوسكار مفيدًا على الإطلاق لتشيلسي، حيث لم يتمكن من شق طريقه نحو طريقة كونتي التكتيكية (3-4-3)، حيث نجح سيسك فابريجاس ونجولو كانتي في الوصول إلى مراكز خط الوسط بينما أخذ إيدين هازارد وبيدرو الجناحين.



إذن، كيف كان أداء أوسكار في الصين؟

 

يبدو وأن التناقض قد تبعه إلى أقصى الشرق، مما جعل قرار تشيلسي بالبيع يبدو أكثر قابلية للفهم في الإدراك المتأخر.

 


حيث كان أفضل عام له هو 2018، عندما سجل 12 هدفًا عندما فاز فريق شنجهاي بأول لقب له على الإطلاق في دوري أبطال آسيا، وتم اختياره في فريق الدوري لهذا العام.

 


ومع ذلك، فقد جفت الأهداف والجوائز منذ ذلك الحين، حيث تم تسجيل خمس أهداف فقط في آخر موسمين له، وسجل فريقه - المعروف الآن باسم ميناء شنجهاي - أفضل نهاية له في المركز الثاني في عام 2021.

 


الأمر الجدير بالملاحظة هو أنه بقي في الدوري الصيني، على الرغم من مغادرة العديد من الأسماء التي جاءت من قبل وقت كورونا، مثل أكسيل فيتسل، يانيك كاراسكو، وعلى النقيض من ذلك، مدد أوسكار عقده في الصين، حتى عام 2024.

 


الصين بلد أوسكار الأول!
كان هناك حديث في إحدى المراحل عن تحول ولاء أوسكار الدولي إلى الدولة الآسيوية، بعد أن تغيب عن المشاركة لصالح البرازيل منذ 2016.

 


وقال أوسكار لـ Sportscene: "بالطبع، يمكنني التفكير في الأمر لأنه من الصعب أن أذهب إلى المنتخب البرازيلي الآن لأنني هنا، لكن في الصين يرى الجميع كيف ألعب جيدًا".

 

وواصل: "المنتخب الصيني بحاجة إلى لاعب خط وسط جيد، لذلك أعتقد أنه يمكنني المساعدة في هذا الأمر، فأنا أحب الصين، لكن اللاعبين الذين يذهبون الآن إلى الصين لتغيير جنسيتهم، يمكنهم القيام بعمل أفضل أيضًا".

 


حيث يبدو وأن أوسكار لم يعد برازيليًا بعد الآن، لدرجة أن تخليه عن تمثيل منتخب بلاده بات بالأمر الهين، حتى وصل الأمر أنه يعرض خدماته بكل أريحية.

 


الحنين إلى أوروبا
ألمح أوسكار في الفترة الماضية عن رغبته بالعودة إلى أوروبا من جديد، حيث سوق لنفسه بطريقة درامية يحاول فيها استعطاف جماهير البلوز لأجل العودة إلى ملعب ستامفورد بريدج.

 


حيث تحدث إلى "Yellow and Green" في شهر يناير الماضي وقال: "لقد بنيت قصة جميلة هناك وذهبت إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في سن مبكر جدًا، في وقت لم يكن المشجعون يثقون فيه كثيرًا باللاعبين البرازيليين".

 


وواصل: "لقد ساعدت في تغيير ذلك، سأكون أكبر سناً قليلاً عندما أحاول عمل هذه الخطوة مرة أخرى، لكن بما أنني ألعب بشكل جيد للغاية، مع إحصائيات جيدة، أشعر أنه لا يزال هناك مكان لي في تشيلسي".

وبعدها بشهرين تحدث إلى "talkSPORT" وقال: "أفكر في إنهاء مسيرتي في تشيلسي لأنني أمضيت أوقاتًا جيدة هناك من قبل".

 


بينما في شهر مايو الماضي تحدث مع "GOAL" وأوضح: "لدي علاقة جيدة مع تشيلسي، لدي ولع كبير بالنادي وأنصاره".

 


وأردف: "لذلك، بعد انتهاء عقدي، هذا أحد الأندية التي سأفكر فيها من كل قلبي".
قد يكون من الجيد أن أوسكار يفكر في العودة إلى أوروبا، لكن بالنظر إلى وصوله إلى سن الـ 30، وانحدار مستواه في الصين، فلن تفكر فيه الفرق الكبيرة كما يأمل، بل أن من الوارد أن نراه في أندية منتصف الجدول على أقصى تقدير.

 


العودة إلى البرازيل
في الآونة الأخيرة تشير التقارير الصحفية إلى ارتباط أوسكار بالعودة إلى الملاعب البرازيلية مجددًا بعد رحلته المتقلبة بين أوروبا والصين.

 


البوابة المقبلة ستكون من نادي فلامنجو البرازيلي، الذي يبحث في سوق الانتقالات الحالي عن تعزيز صفوفه بصانع ألعاب جديد.

وأوضحت بعض الأخبار أن أوسكار لن يتقاضى نفس راتبه في الصين بالطبع، وبالتالي سيتنازل عن راتبه الكبير لأجل العودة إلى بلاده مجددًا.

 


وربما يحسن أوسكار من مستواه وأرقامه في البرازيل، وسط موطنه الأصلي الذي تبرأ منه في السابق وأراد استبداله.

 


بالطبع لن تكون تلك أزمة مشجعي نادي فلامنجو مع أوسكار، لكنها ستكون أزمة اللاعب مع نفسه، الذي يبدو وأنه يفتقد إلى الهوية، ويعيش في خوف الماضي من الفقر ولا يعرف عن ماذا يبحث، المال؟ أم الهوية؟