ملاعب - وكالات
عاش محبو كرة القدم والرياضة بشكل عام لحظات صعبة خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب الوفاة المفاجئة لأكثر من لاعب كرة قدم في أرض الملعب.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، أعلنت وفاة اللاعب العماني مخلد الرقادي واللاعب الجزائري سفيان لوكار في أرض الملعب، بخلاف المدرب المصري أدهم السلحدار، وحالات أخرى كثيرة في ملاعب العالم.
واضطر النجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو لاعتزال كرة القدم بسبب مشاكل القلب، كما تواجه مسيرة الدنماركي كريستين أريكسن غموضا كبيرا بسبب نفس الأمر.
طبيب القلب المصري الشهير جمال شعبان تحدث عما وصفه بوباء العصر، مفسرا حالات الوفاة المفاجئة بسبب السكتة القلبية.
وقال الدكتور جمال شعبان عبر صفحته على فيس بوك :“كهرباء القلب والسكتة القلبية المفاجئة، وباء العصر. سفيان لاعب مولوديه الجزائري سقط صريعا نتيجة رجفان بطيني غالبا بسبب ارتطام في الصدر Commotio cordis، أدى إلى كدمة في عضلة القلب، أو تمزق في الصمام الأورطي. أريكسن لاعب الدنمارك قلبه توقف فجأة وغاب عن الوعي وسقط في الملعب، وهذا شاب يبلغ ٢٩ عاما في قمة اللياقة والحيوية“.
وحدثت قبل ذلك لمحمد عبد الوهاب، لاعب الأهلي المصري، لكن أريكسن محظوظ في مجتمع متحضر من ضمنه لاعبون تدربوا على إنعاش القلب الأساسي، زميله (سيمون كيير) وضعه على جنبه ورفع ذقنه حتى يمنع بلع لسانه ثم بدأ المساج على الصدر.
وتابع: ”بسرعة تم إعطاؤه صدمة بالجهاز الصاعق المتوفر في الملعب، وعندهم في كل الساحات ومحطات المترو والميادين“.
وواصل: ”ناس كتير زي أريكسن وعبد الوهاب قلبهم بيتوقف فجأة وعمرهم ما اشتكوا من حاجة طبية، والسبب غالبا اختلال مفاجئ في كهرباء القلب Sudden cardiac death“.
”من هنا تأتي أهمية رسم القلب العادي وبالمجهود وفحص القلب بالموجات الصوتية والرنين المغناطيسي وأحيانا الدراسة الفسيولوچية لكهرباء القلب. كهرباء القلب هي المنظومة التي تتحكم في إيقاع القلب وانتظام ضرباته، حيث ينقبض بمعدل من 60 إلى 100 مرة في الدقيقة، وحتى يتحقق هذا المعدل المنتظم لا بد أن تصدر إشارة كهربية من مجموعة من الخلايا تقع في أعلى الأذين الأيمن يمكن تشبيه دورها بدور المايسترو الذي يحكم إيقاع القلب، ثم يحدث التتابع في تنشيط القلب الكهربي بنسق ثابت لانتقال الموجات الكهربية من الأذين الأيمن إلى الأذين الأيسر ثم إلى البطين الأيمن والأيسر“.
اختلال كهرباء القلب وباء العصر والسكتة القلبية والموت المفاجئ
وتابع شعبان :“تحدث مشكلات نظم القلب (اضطراب نظم القلب) عندما لا تعمل النبضات الكهربائية التي تنسق نظم قلبك على نحو صحيح، الأمر الذي يسبب خفقان القلب على نحو سريع جدًا، أو بطيء جدًا أو غير منتظم. قد يبدو اضطراب نظم القلب كأن هناك خفقانا أو رفرفة أو ضربة ساقطة في القلب أو تسارعا في نبضاته، وقد يكون غير ضار. ومع ذلك، قد تتسبب بعض أنواع اضطرابات نظم القلب في علامات وأعراض مزعجة وقد تصل إلى حد تهديد الحياة في بعض الأحيان“.
”يمكن لعلاج اختلال كهرباء القلب السيطرة على نبضات القلب السريعة أو البطيئة أو غير المنتظمة. بالإضافة إلى ذلك، حيث إن اضطراب نظم القلب المزعج غالبًا ما يصبح أسوأ، أو حتى يحدث نتيجة لضعف القلب أو تلفه، فقد تتمكن من الحد من خطر اضطراب نظم القلب عن طريق تبني نمط حياة صحي للقلب“.
الأعراض
وكشف شعبان أنه قد لا يسبب اضطراب نظم القلب أي علامات أو أعراض. في الواقع، قد يكتشف طبيبك أنك مصاب باضطراب نظم القلب قبل أن تكتشف أنت ذلك، خلال الفحص الروتيني. ومع ذلك، فالعلامات والأعراض التي يمكن ملاحظتها لا تعني بالضرورة أنك تعاني مشكلة خطيرة.
وقد تشمل أعراض اختلال كهرباء القلب الملحوظة بحسب جمال شعبان ما يلي:
* خفقانًا في صدرك
* ضربات قلب متسارعة (تسرعا قلبيا)
* ضربات قلب بطيئة (بطء القلب)
* ألم الصدر
* ضيق النفس
* الدوار أو الدوخة
* العرق الغزير
* الإغماء أو ما يشبه الإغماء
متى تلجأ للطبيب؟
يقول جمال شعبان إنه قد يؤدي عدم انتظام ضربات القلب إلى الشعور بدقات نبض سابقة لأوانها أو إضافية، أو قد تشعر بأن قلبك يتسابق أو ينبض ببطء شديد. وقد تكون العلامات والأعراض الأخرى ذات صلة بقلبك الذي لا يضخ بشكل فعَّال بسبب سرعة أو بطء ضربات القلب. وهي تشمل ضيقا في التنفس، أو ضعفا، أو دوخة، أو دوارا، أو إغماء أو شبه إغماء، وألما في الصدر أو عدم راحة.
وتابع :“الذبذبة البطينية أخطر أنواع عدم انتظام ضربات القلب، وهو قد يكون مميتًا. وهو يحدث عندما ينبض القلب نبضات كهربائية سريعة وغير منتظمة. وهذا يجعل غرف الضخ في قلبك (البطينين) ترتجف بشكل عديم الفائدة بدلاً من ضخ الدم. ودون ضربات قلب فعالة، ينخفض ضغط الدم، وتنقطع إمدادات الدم عن أعضائك الحيوية“.
”سوف ينهار الشخص المصاب بالذبذبة البطينية في غضون ثوان وسرعان ما سينقطع تنفسه أو لن يكون لديه نبض“.
طرق الإنقاذ
”إذا لم يكن هناك قريب مدرب على الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)، فقدم يد المساعدة فقط بالإنعاش القلبي الرئوي (CPR). وهذا يعني الضغط على الصدر بصورة غير متقطعة بمعدل 100 إلى 120 دقيقة حتى وصول المسعفين. للقيام بضغط الصدر، ادفع بشدة وسرعة في وسط الصدر. ليست هناك حاجة إلى عمل تنفس إنقاذ“.
”إذا كنت أنت أو أي شخص قريب يعرف الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)، فابدأ في تقديمه إذا كان ضروريًا. قد يساعد الإنعاش القلبي الرئوي في الحفاظ على تدفق الدم إلى الأعضاء حتى يمكن إعطاء صدمة كهربائية (إزالة الرجفان)“.
”تعرَّف على ما إذا كان مزيل الذبذبة البطينية الخارجي الآلي (AED) متاحاً في مكان قريب أم لا. تتوفر أجهزة تنظيم ضربات القلب المحمولة، والتي يمكن أن تقدم صدمة كهربائية من شأنها أن تعيد تشغيل ضربات القلب، في أعداد متزايدة من الأماكن، كما هو الحال في الطائرات وسيارات الشرطة ومراكز التسوق“.