ملاعب - انتهت واحدة من أكثر العلاقات التجارية نجاحا في مجال الرياضة بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، بعد انفصال شركة EA Sports عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)؛ من أجل إطلاق لعبة فيديو خاصة بها بعيدا عن المؤسسة الدولية.
وقالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية إنه بعد أشهر من المفاوضات المتوترة بين صانع ألعاب الفيديو Electronic Arts والفيفا قرر الطرفان الانفصال بعد نهاية العقد الحالي بينهما بنهائيات كأس العالم 2022 في قطر، وكأس العالم للسيدات في صيف 2023.
وقالت الشركة إنه بمجرد انتهاء البطولتين، سيتعين على 150 مليون لاعب من لاعبي لعبة ”فيفا“ للفيديو التعود على اسم جديد للسلسلة: EA Sports FC.
اللعبة نفسها لن تتغير كثيرا. وستظل معظم الأندية والنجوم المشهورة في العالم قابلة للعب بسبب الصفقات المنفصلة مع أنديتهم والبطولات المحلية التي يلعبون بها، على الرغم من أن كأس العالم نفسها والأحداث الأخرى التي يسيطر عليها الفيفا لن تكون موجودة بعد الآن. ومع ذلك، فإن استمرار اللعبة لا يغير قوة الحدث المتمثل في تغيير العلامة التجارية.
وبالنسبة لملايين الأشخاص حول العالم، لا تمثل حروف الفيفا كرة قدم فعلية، بل تمثل اختصارًا من كلمة واحدة لسلسلة ألعاب فيديو نمت لتوفر خلفية لحياة لاعبين متنوعين مثل محترفي الدوري الإنجليزي الممتاز والمشجعين العاديين. حتى اللاعبون الذين ليست لديهم علاقة أخرى بهذه الرياضة تعرّفوا على نجومها وفرقها من خلال اللعبة.
أدى هذا النوع من الاستخدام الواسع إلى خلق شراكة مربحة لكل من EA Sports والفيفا، حيث حققت اللعبة مبيعات تزيد على 20 مليار دولار على مدار العقدين الماضيين.
سبب الخلاف
الخلاف كان بلا شك متجذرًا جزئيًا في التوقعات المالية المختلفة، حيث كان الفيفا يسعى على الأقل لمضاعفة مبلغ 150 مليون دولار الذي يحصل عليه سنويًا من EA Sports، أكبر شريك تجاري له وسرعان ما أصبح واضحًا أن هناك توقعات مختلفة لما يجب تضمينه في اتفاق جديد.
تم التوقيع على الاتفاق الأحدث قبل 10 سنوات، ولكن السنوات الفاصلة لم تشهد فقط تغيرًا تكنولوجيًا كبيرًا، ولكن يمكن القول إن الاضطرابات الأكبر في الفيفا هي التي كادت أن تنهار بعد فضيحة فساد كبيرة في عام 2015. كما فشل جياني إنفانتينو رئيس الفيفا الجديد في جلب مصادر دخل جديدة للاتحاد الدولي.
وعندما فشلت المحادثات المباشرة بين إنفانتينو وأندرو ويلسون الرئيس التنفيذي لشركة Electronic Arts في تحقيق تقدم، اتفق الجانبان على انفصال ودي.
وبالإضافة إلى مضاعفة رسوم الترخيص، طالب الفيفا أيضًا بالقدرة على ربط علامته التجارية بمنتجات رقمية أخرى، بما في ذلك ألعاب الفيديو الأخرى، وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات.
ولا شك أن مطالب الفيفا واجهتها معارضة شديدة من EA Sports، التي يجب عليها الآن إقناع مليارات من المشجعين المخلصين للتعود على اسم آخر وجديد تماما.
أما بالنسبة إلى الفيفا، هناك فرصة الآن للبحث عن فرص تسويقية وربحية جديدة، لكن تكرار لعبة EA لن يكون سهلاً على الإطلاق.