ملاعب - وكالات
توقفت جلسات محاكمة سيب بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة (اليويفا) في سويسرا، امس الأربعاء، بشأن اتهامات فساد مزعومة بعدما قال بلاتر إنه مريض لدرجة تمنعه من الإدلاء بشهادته.
ويتهم الادعاء السويسري الرجلين، اللذين كانا في يوم من الأيام من أقوى الشخصيات في اللعبة، بترتيب دفع مليوني فرنك سويسري (2.08 مليون دولار) بشكل غير قانوني، في العام 2011، من الفيفا إلى بلاتيني.
وينفي بلاتر وبلاتيني ارتكاب أي أخطاء.
لكن بلاتر، الذي بدا واهنًا خلال جلسة الاستماع في المحكمة الجنائية الاتحادية في بيلينزونا، قال إنه لم يتمكن من مخاطبة المحكمة بسبب آلام في الصدر.
وقال المسؤول السابق، البالغ من العمر 86 عامًا، للمحكمة بصوت هامس: ”الألم سيعود، وأجد صعوبة في التنفس“. وسمح له القضاة بالإدلاء بشهادته، اليوم الخميس.
وتمنى كبير القضاة ”جوزفين كونتو ألبريزيو“ الشفاء العاجل لبلاتر.
وفي وقت سابق، فشل محامو بلاتر وبلاتيني بتحويل المحاكمة إلى محكمة محلية أو رفض الدعوى المدنية التي رفعها الفيفا ضد بلاتر وبلاتيني لاستعادة مليوني فرنك.
وقال دومينيك نيلين محامي بلاتيني للمحكمة: ”يتم نظر هذه القضية في المكان الخاطئ“، مضيفًا أن جلسات المحاكمة الاتحادية يجب أن تكون مخصصة للقضايا الدولية الكبيرة.
ورفض القضاة هذه الحجة، وسمحوا أيضًا للفيفا بالاستمرار في أن يكون طرفًا في القضية.
وقالت محامية الفيفا كاثرين هول-شيرازي: ”من الواضح أن الفيفا تضرر بشدة، وتمت سرقة مليوني فرنك“.
وسينظر 3 قضاة، في المحكمة الجنائية الاتحادية في بيلينزونا، هذه القضية، حتى 22 يونيو/ حزيران، ومن المقرر صدور الحكم، في الثامن من يوليو/ تموز المقبل، وفي حال إدانتهما، سيواجه بلاتر وبلاتيني السجن لمدة تصل إلى 5 سنوات.
ونفى بلاتر وبلاتيني هذه الاتهامات، وقال المسؤولان السابقان إنه حدث اتفاق شفهي بشأن دفع المبلغ الذي يتعلق بعمل استشاري من بلاتيني بين عامي 1998 و2002.
وبدا بلاتر واهنًا لدى وصوله إلى المحكمة برفقة ابنته كورين ومحاميه.
وقال بلاتر للصحفيين قبل الجلسة: ”أثق تمامًا في براءتي.. أنا في حالة مزاجية جيدة، وأعلم أنني لم أفعل شيئًا ضد القانون، وكرة القدم كانت كل حياتي لمدة 45 عامًا مع الفيفا“.
كما بدا بلاتيني، الرئيس السابق لليويفا واثقًا من موقفه، وقال مازحًا إنه سيتعين عليه أن يأخذ دورة لتعلم اللغة الألمانية حتى يتمكن من متابعة الإجراءات.
وقال في بيان قبل بدء المحاكمة: ”أنا مقتنع بأن العدالة ستتحقق بشكل كامل ونهائي بعد سنوات عديدة من الاتهامات والافتراءات الجامحة، وسنثبت في المحكمة أنني تصرفت بنزاهة، وأن حصولي على الأجر المتبقي كان مستحقًا لي من قبل الفيفا وهو أمر قانوني تمامًا“.
وبعد تحقيق استمر 6 سنوات، اتهم الادعاء العام بلاتر ”بالاحتيال، بدلًا من الاختلاس، في بديل آخر لسوء الإدارة، وكذلك الاتهام بتزوير وثيقة“.
وقال مكتب المدعي العام السويسري إن تحقيقاته كشفت أن بلاتيني عمل مستشارًا لبلاتر رئيس الفيفا آنذاك، بين 1998 و2002، وأنه تم الاتفاق على أجر سنوي قدره 300 ألف فرنك سويسري في عقد مكتوب.
واضطر بلاتيني، الذي كان قائدًا لمنتخب فرنسا عندما فاز ببطولة أوروبا 1984، للاستقالة من اليويفا، في 2016، بعد أن خسر استئنافه ضد الإيقاف، وخسر أيضًا استئنافه أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وتسببت القضية في إنهاء فترة رئاسة بلاتر للفيفا والتي استمرت 17 عامًا بشكل سيئ، وقضت على آمال الفرنسي بلاتيني (66 عامًا) في خلافته حيث تم حرمانهما من ممارسة أي نشاط يتعلق باللعبة لمدة 6 سنوات بسبب دفع المبلغ لبلاتيني، وتم بموافقة بلاتر بناءً على عمل تم إنجازه قبل عقد من الزمان.
وكان بلاتيني، أفضل لاعب في أوروبا 3 مرات، وهو المرشح الأكبر لخلافة بلاتر بعد استقالة المسؤول السويسري في أعقاب فضيحة الفساد التي ضربت الفيفا في 2015.
لكن بعد ابتعاد بلاتيني، دخل جياني إنفانتينو، الأمين العام السابق لبلاتيني في اليويفا، سباق رئاسة الفيفا، وفاز بالانتخابات، العام 2016، ولا يزال يحتفظ بالمنصب حتى الآن.