ملاعب - وكالات
تترقب الجماهير والأوساط الرياضية العراقية اجتماع الهيئة العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي لحسم ملف استضافة بطولة "خليجي 25" في محافظة البصرة (جنوبي البلاد)، وذلك عقب الموافقة الأولية التي أعلنها الاتحاد عام 2019.
ومنذ سنوات، يسعى العراق لاستضافة البطولة الخليجية الأبرز، حيث تُمني الجماهير الكروية النفس بدخول البطولات العربية إلى بلادهم، في ظل التقدم الحاصل في البنى التحتية، وتطور الدوري المحلي بمشاركة مختلف الفرق من عدة محافظات.
وتعثرت استضافة العراق البطولة أكثر من مرة، بدءًا من "خليجي 21″، وصولًا إلى البطولة الحالية، لأسباب تتعلق غالبًا بغياب الاستقرار، والاضطرابات الأمنية، لكن اللجنة الأولمبية العراقية أكدت أن الوقت قد حان لاستقبال الأشقاء العرب على أرض البصرة الفيحاء.
وقال رئيس ممثلية اللجنة الأولمبية في البصرة مشتاق الشمري إن البطولة استحقاق للعراق، بما أنه أحد المنتخبات الأساسية فيها، لكننا نبيت على فرحة ونستيقظ على تأجيل، أو إعطاء الملف لدولة أخرى، خاصة أن البصرة جاهزة فنيا وإداريا، من حيث الملاعب والفنادق والبنى التحتية، والأمن المجتمعي الذي تتمتع به.
ويضيف الشمري أن أكبر دليل على جاهزة المدينة استضافتها الوفد الكويتي خلال الفترة الماضية، حيث أجرى مباراة فيها، وتجوّل في أرجائها، وعاش كل أجواء البطولة، ونتمنى أن تُترجم التصريحات الجميلة التي نسمعها من الاتحادات الخليجية إلى قرار عملي يسند العراق في استضافة البطولة.
وأشار إلى أن البصرة تمتلك المدينة الرياضية، وفيها ملعبان جاهزان؛ أحدهما سعته 65 ألف متفرج، والآخر 10 آلاف متفرج، فضلا عن الملاعب الأخرى، والمنشآت والمراكز والفنادق، وبيوتنا مفتوحة قبل تلك الفنادق.
وأعلن الاتحاد الخليجي في وقت سابق تريب زيارة لـ"فريق التفتيش" للوقوف على جاهزية الملف العراقي، والاطلاع عن قرب على منشآته الرياضية وبنيته التحتية، خلال الفترة بين 25 و28 يناير/كانون الثاني الماضي، قبل اتخاذ قرار حاسم بشأن هوية مستضيف النسخة الخليجية المقبلة.
لكن اللجنة لم تتمكن من زيارة العراق بسبب خطأ في الترتيبات الإدارية، فضلاً عن تفشي وباء كورونا، وهو ما أجل موعد الزيارة إلى وقت لاحق.
واجتمع المكتب التنفيذي للاتحاد الخليجي برئاسة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني الأسبوع الماضي عبر "تقنية الفيديو" بمشاركة جميع الأعضاء والأمين العام للاتحاد، حيث أوصى بعقد اجتماع لرؤساء الاتحادات الخليجية خلال شهر واحد لاتخاذ القرار النهائي بتسمية البلد المنظم لـ"خليجي 25″.
بدوره، قال ممثل العراق في المكتب التنفيذي للاتحاد الخليجي شامل كامل إن الجماهير العراقية تترقب الاجتماع المقبل للهيئة العامة، وهي متكونة من رؤساء الاتحادات، خلال شهر، حيث من المقرر حسم مسألة الاستضافة، مشيرًا إلى تقديم طلب للأمانة العامة لبطولة كأس الخليج نقترح فيه إقامة الاجتماع في بغداد.
ويضيف كامل أن لجنة التفتيش لم تتمكن من زيارة العراق بسبب الظروف المعقدة، لذلك طلبنا إعادة التقييم مرة ثانية، ونحن على استعداد تام لأية لجنة ستزور البلد للتأكد من وضع البنى التحتية، وتحضيرات البطولة.
وتمتلك محافظة البصرة -الغنية بالنفط- عدة ملاعب تابعة لأندية الدوري الممتاز، فضلاً عن المدينة الرياضية، وهي من المشاريع الكبرى في البلاد، حيث تحتضن ملعب جذع النخلة، الذي يتسع لـ65 ألف متفرج، بتصميم معماري رائع، بالإضافة إلى ملعب الفيحاء الذي يتسع لـ10 آلاف متفرج، فضلا عن عمارات سكنية، ومسبح أولمبي، وفنادق 5 نجوم، ومستشفى للطب الرياضي.
ويمثل الوضع الأمني أبرز التحديات التي تواجه الجهات المنظمة للبطولة، حيث تشهد المدينة بين الحين والآخر صراعات عشائرية، تُستخدم فيها غالبا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وهو ما يمثل ثغرة في قوة الملف العراقي.
لكن مشتاق الشمري يتساءل: "ألم تزرنا منتخبات السعودية والكويت خلال الفترة الماضية.. هل تضحي تلك البلدان بأبنائها؟" مشيرًا إلى أن الأمن مستقر في البصرة من خلال التوعية ووسائل الإعلام.
بدوره، يرى مقدم برنامج "سوبر" على قناة عراق 24 علي نوري أن العراق بحاجة إلى قرار عربي وخليجي من الاتحادات المعنية، وهذا القرار تنتظره الجماهير العراقية، وكل الأوساط الرياضية، وحسب المعلومات الواردة فإن هناك شبه إجماع من قبل رؤساء الاتحادات على إقامة البطولة في البصرة، وهذا نابع من حرص الأشقاء على عودة العراق إلى الساحة الكروية العربية والخليجية.
وأضاف نوري للجزيرة نت أن كثيرا من الدول الخليجية ساندت الرياضة العراقية، وأبرزها قطر التي كانت أبوابها مفتوحة للرياضة العراقية، خلال السنوات الماضية، من خلال إقامة المعسكرات التدريبية، واحتضان مختلف الفعاليات، لذلك سيكون التعويل عليها كبيرا في هذا الملف.
واستضاف العراق خلال السنوات الثلاث الماضية منتخبات السعودية، والكويت، وقطر، وسوريا، حيث نظم عام 2018 بطولة الصداقة الدولية، في محافظة البصرة.
ملعب البصرة استضاف أكثر من منتخب خليجي خلال السنوات الماضية (الجزيرة)
وتأمل الأوساط الرياضية أن تنعكس البطولة -في حال استضافها العراق- على الوضع الاقتصادي، وتسلط الأضواء على مدينة البصرة، إذ يقول المعلق الرياضي عبد الله العامري إن الجانبين السياحي والاقتصادي سيكونان حاضرين بقوة، وسيمنحان البصرة دفعة نحو الأمام، إذا تم استغلال المناسبة بشكل جيد.
ويضيف العامري أن أبرز العوائق الحالية تكمن في الجانب الأمني، حيث يساور الوفود الخليجية قلق من الإرباك الأمني في البلاد، وهذا ما يجعل المهمة كبيرة أمام الحكومة، والوزارات المعنية، مثل الداخلية والدفاع، من أجل إيصال رسائل اطمئنان بالجاهزية التامة لتأمين تلك المناسبة.
وتعود فكرة كأس الخليج في الأساس إلى الأمير السعودي خالد الفيصل الذي طرحها عام 1968، وتبنتها البحرين التي استضافت البطولة عام 1970 بمشاركة 4 فرق: البحرين والسعودية والكويت وقطر، لتتحول بعد ذلك إلى بطولة رسمية استمرت حتى يومنا هذا.