ملاعب - أنس عشا
لم ننس تلك اللحظات التي شهدت تألق طفلة سورية في بطولة غرب اسيا لكرة الطاولة والتي أقيمت في الأردن، ولتنتزع تلك الجميلة البالغة من العمر "12" عام فقط بطاقة التأهل لأولمبياد طوكيو "2020" لتكون أصغر رياضية في البطولة، ولتتصدر عناوين الأخبار في ذلك الوقت.
تلك البطلة أسمها هند ظاظا وخاضت يوم الأول من الأمس المنافسة الرياضية الأكبر في العالم متسلحة بخبرة قصيرة " إن وجدت"، فهي تمتلك في رصيدها "12" عام قضت "10" منها بالحرب و "7" بممارسة لعبتها، تسلحت بشجاعتها في مواجهة واحدة من أكثر لاعبات العالم خبرة وقوة وتكبرها بما بما يزيد عن الـ "27" وهي النمساوية المخضرمة ليو جيا.
ظهرت ظاظا بالمباراة بمستوى يتفوق على قدراتها العمرية وظروف بلادها، خسرت المواجهة وودعت الأولمبياد وأضواء العاصمة اليابانية طوكيو بدموع طفلة صغيرة حفرت بالصخر مبكرا ، وكسبت احترام العالم وتعاطف الجميع وفي مقدمتهم خصمتها النمساوية .
تلك رسالة الرياضة حملها أبطالنا من أرضنا العربية الممزقة، من فلسطين المحتلة، وسوريا الصامدة، واليمن المحاصر، وليبيا الجريحة والعراق المتعب، نحن هنا ونحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا، نزرع أولادنا بذورا ونحصد عملا لأوطاننا، التي ستكون يوما كما نريد، هنيئاً لسوريا تلك الزهرة الجميلة والتي ستحصد الذهب الأولمبي قريبا .. فالشجعان لا يستسلمون ويواصلون المعركة وصولا للنصر .