ملاعب - أنس عشا
البسطاء يعرفون حلاوة النصر جيداً ويعلمون طريقه، يتعبون لأجل ويمتلكون اليقين بأن الحفر في الحجر يصنع الأبطال الحقيقين، أما الظروف المثالية وتواجد كل سبل وعوامل النجاح فإنها تصنع نجوماً وهميين، أبطال من كرتون يسقطون عند أول اختبار، وهم أيضا من يفهمون العثرات ويمتلكون القناعة بأن الخسارة حافز أكبر للوصول للحلم، وأن الطريق غير مفروش بالورود.
مخيم البقعة، ذلك المكان الذي يجمع حق الحياة والحب والانتصار والإصرار، فقراء يركضون خلف إيمانهم بوطنهم فتكون اللقمة حلال وبطعم العز، احلام تحتاج للقتال والانتزاع، لا مكان لكلمة ظروف، بل هناك كل مكان لكلمة الرجال، في تلك البُقعة تعانق السلط قدسنا، ويندمج حب الأردن بحق العودة، فتكون المعادلة عصية على الإنهيار، مثل أبناء المخيم الجميل.
الأخوان حسين وزياد عشيش حكاية أولمبية جديدة أنهت إحدى فصولها بنهاية مشاركتهما بأولمبياد طوكيو "2020" ولم تنتهي، وستكون مليئة بالفخر، كان التحضير لأولمبياد طوكيو بالتدرب فوق بيتهما البسيط، تسمع الزقاق وقع لكماتهما، وتشهد الحجارة عليهما، وتباركهما دعوات كل عجوز شاهدت نقطة من عرقهما الممزوج بالرجولة، لم يحتاجا لمعسكرات بالملايين لينافسوا عالمياً، لم يتطلب الأمر قصة شعر مميزة وقفاز من أغلى الماركات وسائق ووكيل أعمال وإعلانات، لتشريف بلدهما في أهم بطولات العالم، ولم يتألقا بالتصريحات او بالتباكي على الظروف الصعبة، كل ما كان لديهم هو حب الوطن الحقيقي والايمان بالحلم، فكان العمل و َتحقيق الأمل واكتساب احترام الجميع، وحتى الخسارة كانت على طريقة الشجعان، فتحية لكم من قلوبنا جميعا .