ملاعب - اعتبر معنيون ومتابعون للشأن الرياضي المحلي، أن إقامة مباريات أندية المحترفين بلا جمهور، لا تعد عقوبة للمشجعين أو الأندية فقط، بل لها امتدادات وتأثيرات سلبية على الاقتصاد الوطني عموما.
وكان اتحاد كرة القدم، أقام مباراة الوحدات والفيصلي يوم الجمعة الماضي ببطولة كأس الأردن بلا جمهور بعد أحداث شغب رافقت مباراة الفيصلي والرمثا التي جرت على ملعب الملك عبدالله الثاني بالقويسمة، مع تفكير بإقامة مباريات مهمة قادمة بلا جمهور أيضا.
واتفق رئيس نادي شباب الأردن سليم خير وعضو مجلس إدارة نادي الرمثا محمد أبو عاقولة والمدرب الوطني حسين علاونة على أن إقامة المباريات بلا جمهور ليست الحل الأمثل لمعالجة حالات الشغب والاحتقان بين الجماهير، لأن هذه العقوبة لها الكثير من السلبيات، مطالبين بخلوات واجتماعات تضم جميع المعنيين لمناقشة الأسباب والحلول؛ تمهيدا للخروج بتوصيات تطبق على أرض الواقع للتخلص مما يسمى بشغب الملاعب.
وأضافوا في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن التأثيرات السلبية لتنظيم مباريات بلا جمهور، يضرب عصب اقتصاد الأندية التي تعتمد كثيرا على ريع حضور الجمهور للمباريات، والتي تحتاج لكل دينار في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها، مؤكدين أيضا أن هناك قطاعات اقتصادية لا علاقة لها بالرياضة، تتأثر سلبا بعقوبة تنظيم المباريات دون جمهور.
وقال رئيس نادي الصريح عمر العجلوني، إن هذه العقوبة تلحق الضرر بالأندية اقتصاديا ومعنويا، وتحرمها من مردود مادي جيد خاصة في المباريات الجماهيرية، ناهيك عن ضرر يصيب عدة قطاعات اقتصادية؛ مثل المحلات القريبة من الملاعب التي تتأثر سلبا، كما يتأثر أيضا عمل محطات الوقود التي تستفيد من إقبال الجمهور على المباريات، بالإضافة إلى قطاع سيارات الأجرة.
وأكد رئيس نادي شباب الأردن سليم خير، أن قرار تنظيم مباراة الوحدات والفيصلي بدون جمهور كان صحيحا؛ نظرا للاحتقان في الشارع المحلي، مطالبا بحلول جذرية لتداعيات المشهد.
وبين أن مثل هذا القرار له تأثيرات سلبية على صناديق الأندية التي تئن أصلا من أزمات مالية، كما يحد من النشاط الاقتصادي الذي عادة ما يكون نشطا في المباريات الجماهيرية، ولكن بالرغم من ذلك المصلحة العامة تقتضي أحيانا مثل هذه القرارات التي تحتاج لعلاج جذري بعد أن خرجت عن إطار الأخلاق الرياضية.
المواطن فراس عبدالكريم الذي يعمل في مخبز في منطقة القويسمة، عبر عن امتعاضه وزميله صاحب السوبرماركت الملاصق للمخبز، من قرار إقامة المباراة الأخيرة للوحدات والفيصلي بدون جمهور، ما أثر على مبيعات المخبز والسوبرماركت اللذين يعيشان حالة من الانتعاش الاقتصادي في الأيام التي تقام فيها المباريات على ملعب الملك عبدالله الثاني بالقويسمة.
وقال: لست من عشاق كرة القدم، ولا أتابع المباريات سواء المحلية أو العالمية، ولكنني أتمنى دائما أن تكون هناك مباريات على ملعب القويسمة، حيث تثري الجماهير الحركة التسويقية من خلال الإقبال على المحلات التجارية القريبة من الملعب، ما يعود بالفائدة والنفع على المحلات وأصحابها.
أما المدرب الوطني حسين علاونة، فطالب الجهات الأمنية بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي لما لها من دور سلبي على الجماهير، مشيرا إلى التأثيرات السلبية على الاقتصاد في ظل غياب الجماهير.
ويقول اقتصاديون أن تنظيم المباريات بلا جمهور يؤثر بدرجات على قطاعات اقتصادية، ويحرم صغار التجار أو أصحاب المصالح التجارية، متمنين أن يخرج اتحاد الكرة بحلول أفضل وأقل تأثيرا.
ولفتوا إلى أن المباريات بدون جمهور على الأندية لها تأثيرات سلبية على الاقتصاد بشكل عام لما للجمهور من فوائد في تنشيط الحركة التجارية بمختلف أشكالها.