عانى النجم الإنجليزي جود بيلينجهام لاعب ريال مدريد، في بداية الموسم الحالي، ولم يقدم مستواه المعهود مع الميرنجي.
بيلينجهام الذي انتقل لصفوف ريال مدريد قادما من بوروسيا مقابل 113 مليون يورو، في صيف 2023، ظهر بأداء استثنائي في موسمه الأول، وسجل 23 هدفا في مختلف المسابقات، وساهم في الفوز بالليجا ودوري الأبطال وكأس السوبر الإسباني.
لكن اختلفت الأمور كثيرًا مع بداية الموسم الحالي، نظرًا للإصابات التي تعرض لها الإنجليزي، بجانب اختلاف التكتيك الذي اعتمد عليه أنشيلوتي بعد التعاقد مع كيليان مبابي.
تحول تكتيكي
ظهور كيليان مبابي في تشكيلة ريال مدريد، كان له تأثير واضح على جود بيلينجهام.
النجم الإنجليزي كان يتواجد في مركز صانع الألعاب الهجومي، وأمام ثلاثي من خط الوسط، ليمنحه حرية التقدم والتوغل في منطقة جزاء الخصم، وهو ما ساعده على تسجيل المزيد من الأهداف في الموسم الماضي.
لكن هذا الموسم، بدأ المدير الفني كارلو أنشيلوتي يعتمد على بيلينجهام كلاعب متعدد المراكز على أرض الملعب، لتسهيل حركة مبابي وفينيسيوس.
وتحول دور بيلينجهام من كونه أكثر قربا للهجوم، إلى التقيد بأدوار دفاعية، وهو ما كان واضحا ضد إسبانيول بالجولة السادسة من الليجا، حيث تبادل الأدوار مع لوكا مودريتش.
واكتفى النجم الإنجليزي بتسديد 4 كرات فقط من بعيد، حيث كان يسعى لتسجيل هدفه الأول في الموسم.
وظهر تأثر الميرنجي الواضح بعد اعتزال توني كروس، حيث لم ينجح أنشيلوتي في إيجاد من يعوضه في خط الوسط.
بداية جديدة
أدرك أنشيلوتي ضرورة إعادة بيلينجهام لمركزه، وقرر في مواجهة أوساسونا بالجولة 13 في الليجا، الاعتماد عليه كصانع ألعاب هجومي خلف مبابي، فينيسيوس، ورودريجو.
ونجح بيلينجهام في تسجيل هدف وصنع آخر، ليكسر صيامه التهديفي، منذ بداية الموسم، وانطلق بعد ذلك ليسجل في 5 مباريات متتالية لريال مدريد بالليجا.
ولأن مصائب قوم لقوم فوائد، استغل بيلينجهام الإصابة التي تعرض لها فينيسيوس جونيور مؤخرًا ليُظهر بصماته الهجومية ويحظى بفرصة أكبر للتقدم.
وبالفعل في غياب فينيسيوس وبالتحديد في الليجا، خلال مواجهات خيتافي وبيلباو وجيرونا، سجل بيلينجهام 3 أهداف وصنع هدفين.
وما ساعد بيلينجهام على هذا التألق من جديد، عودة داني سيبايوس للظهور بشكل أكبر في التشكيل الأساسي لريال مدريد خلال المباريات الأخيرة، وتحديدا بعد الخسارة من ميلان (3-1) في دوري أبطال أوروبا.
سيبايوس مثل القطعة الناقصة في خط وسط الميرنجي، بفضل تمريراته المميزة للأمام، وسرعة استعادة الكرة، والمساهمة في التأمين الدفاعي.
وأصبح سيبايوس ورقة رابحة مع كل مشاركة له، إذ يصنع الفارق ويسد الفراغات في الخطوط الخلفية ويمنح الحلول للهجوم وخاصة بيلينجهام الذي حصل على أدوار هجومية أكبر.
دور رئيسي
بخلاف الأدوار التكتيكية على أرض الملعب، فإن عودة بيلينجهام للتسجيل في المباريات الأخيرة، أعادت له الثقة من جديد.
ورغم صغر سن بيلينجهام (21 عامًا)، إلا أن شخصيته القوية لها تأثير واضح على زملائه على أرض الملعب.
وهو ما ظهر بشكل واضح خلال مواجهة أتالانتا بدوري أبطال أوروبا، حيث قدم أداءًا استثنائيا وسجل هدفا وقاد الميرنجي لتحقيق الانتصار المطلوب (3-2)، للحفاظ على حظوظه في التأهل للدور التالي من دوري الأبطال.
لكن بعد اكتمال صفوف الريال بعودة فينيسيوس جونيور ومبابي ورودريجو، هل سيحافظ أنشيلوتي على الدور الهجومي لبيلينجهام أم سيعيده مجددًا إلى الخلف؟