الأربعاء 15-01-2025
ملاعب

كارثة الظهيرين.. عناد بيريز يقود ريال مدريد إلى المجهول

OIP (12)


مر قرابة 100 يوم على صرخة داني كارفاخال داخل ملعب سانتياجو بيرنابيو، بعد تعرضه لإصابة قوية في الركبة أمام فياريال يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم.

اضافة اعلان
 

تركت هذه الإصابة الريال دون أحد أهم اللاعبين المحوريين سواء في مركز الظهير الأيمن أو كقائد للفريق، ومنذ ذلك الحين لم يتعاف المرينجي من تلك الضربة.

على الجانب الآخر من الملعب، لم يجد ريال مدريد ضالته في مركز الظهير الأيسر، منذ رحيل البرازيلي مارسيلو، فالثنائي فيرلان ميندي وفران جارسيا لم يقدم المنتظر منه مع الملكي.

 

لم يجد المدرب كارلو أنشيلوتي الكثير من الحلول لتعويض غياب كارفخال، فلجأ إلى لوكاس فاسكيز الذي كان محل تساؤلات في كل المعارك الكبرى التي خاضها الريال هذا الموسم، وكان آخرها أمام برشلونة في السوبر الذي خسره بنتيجة ثقيلة استقرت عند (5-2)، ليتم استبداله سريعًا في الشوط الثاني.

كما لجأ أنشيلوتي إلى فيدريكو فالفيردي مرتين هذا الموسم في مركز الظهير الأيمن أمام ليجانيس وليفربول؛ بسبب إصابة فاسكيز نفسه، واستدعى الشاب لورينزو أجوادو في الكأس لإراحة فاسكيز للسوبر.

وبالتالي الحل الوحيد الذي وجده أنشيلوتي لتعويض كارفخال كان فاسكيز، رغم ضعف مستوياته الدفاعية بصورة واضحة في المباريات الكبرى سواء أمام برشلونة مرتين في الدوري والسوبر، وأمام بيلباو، وميلان، وليفربول.

 

كان من المنتظر أن تؤدي إصابة كارفخال إلى نشاط من جانب ريال مدريد في سوق الانتقالات التشوية بحثًا عن بديل، والاكتفاء بالخطة البديلة الخاصة بفاسكيز في ظروف معينة ومباريات محددة، وليس للاعتماد عليه طوال الموسم.

لوكاس شارك في 18 مباراة الموسم الماضي و16 مباراة في موسم (2022- 2023)، والآن شارك في 18 مباراة، ونحن لا نزال في منتصف الموسم، وبالتالي سيخوض عددًا هائلًا من المباريات لوجوده وحيدًا.

اللافت في مباراة برشلونة الأخيرة بالسوبر أن من بين الرباعي الدفاعي الذي شارك أساسيًا في اللقاء، لعب اثنان في غير مراكزهما المعتادة، سواء فاسكيز في الجانب الأيمن أو أوريلين تشاوميني في قلب الدفاع الذي عانى كثيرًا في رقابة مهاجمي البارسا ومن سوء التمركز.

ولم يكن حال فيرلاند ميندي في الجانب الأيسر أفضل منهما، لكنه يبقى على أقل تقدير مركزه الأساسي.

وأتى ذلك بسبب معاناة ريال مدريد من الإصابات الطويلة، إذ يعاني إيدير ميليتاو من قطع في الرباط الصليبي بجانب غياب ديفيد ألابا منذ قرابة العام، وهي إصابات عانى من أمور مشابهة لها الريال الموسم الماضي، لكن لم يتعلم رئيسه فلورنتينو بيريز أي دروس منها، بعدما نجح أنشيلوتي في إخفاء عيوب الفريق والتتويج بثنائية الدوري ودوري الأبطال.

 

أشارت صحيفة "ذا أتلتيك" إلى طلب أنشيلوتي تدعيمات دفاعية في الصيف الماضي، لكنه لم يجد أي تحرك من الريال، فبعد الفشل في ضم ترينت ألكسندر أرنولد وليني يورو، لم يتحرك الريال نحو أي تدعيمات، رغم إدراك المسؤولين في الريال جيدًا حاجة الفريق إلى ضم ظهير أيمن وقلب دفاع بشدة.

وتم الاتفاق من جديد في اجتماع جمع أنشيلوتي والمدير العام خوسيه أنخيل سانشيز ومسؤول الكشافين يوني كالافات في ديسمبر/كانون الأول الماضي على أهمية التدعيم الدفاعي، إلا أن الإدارة لا تزال خاملة في الميركاتو الشتوي حتى الآن.

ويأتي ذلك لعدم إيمان بيريز بضم صفقات في الشتاء، إلى جانب تقديم الشاب راؤول أسينسيو مستويات طيبة جعلته يؤمن بأن الفريق يملك المواهب الكافية في أكاديميته لحل الأزمة وتخطي الموسم، في الوقت الذي يرى فيه أنشيلوتي ومساعدوه بأن اللاعبين الشباب يجب دمجهم بصورة تدريجية حتى لا يتعرضوا للحرق في وقت مبكر.

ومنذ أن كلفت صفقات مثل رينيه خيسوس ولوكا يوفيتش ريال مدريد ما يقارب من 95 مليون يورو، أصبح الريال مهووسًا بعدم الإفراط في الإنفاق على اللاعبين، ويصر بيريز على عدم الإنفاق على لاعبين لا يعتقد أنهم يستحقون كل سنت.

وبات الريال يفضل الآن الصفقات المجانية وانتظار انتهاء عقود اللاعبين كما فعل مع كيليان مبابي الصيف الماضي، وفي وضعه الحالي ينتظر انتهاء عقدي كل من ترينت ألكسندر أرنولد وألفونسو ديفيز رفقة ليفربول وبايرن ميونخ على الترتيب، لضمهما في الصيف.

لكن حتى مع تلك السياسة، لم تكن تحركات الريال في الصيف الماضي منطقية، فلا خلاف على جودة مبابي وكونه أحد أفضل المهاجمين في العالم، إلا أن حاجة الريال الأساسية كانت في تدعيم دفاعه وهو ما لم يحدث.

وكان الريال في حاجة أيضًا إلى تعويض اعتزال أحد أبرز نجوم الفريق توني كروس، الوحيد القادر على التحكم في سرعة إيقاع المباراة والربط بين خطوط الريال، ومنذ اعتزاله ولا يوجد لاعب في الفريق قادر على تغطية مهامه مرة أخرى.

ومن مخاطر سياسة بيريز أيضًا أنه يراهن على عدم تجديد الثنائي أرنولد وديفيز، فماذا لو نجح ليفربول وبايرن في إقناعهما بالتجديد خاصة أن الفريقين يمران بمشروعين مميزين حاليًا رفقة أرني سلوت وفنسنت كومباني.

 

في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن مدى اقتراب أرنولد من الانضمام للريال، إلا أن الدولي الإنجليزي لا يمثل الحل لفوضى الريال الحالية.

يكفي النظر إلى تعادل ليفربول أمام مانشستر يونايتد (2-2) مؤخرًا في الأنفيلد، للتأكد من ذلك، فديوجو دالوت ظهير اليونايتد أحرج أرنولد كثيرًا.

فرغم جودة الإنجليزي في المساندة الهجومية التي لا يشكك أحد بها، إلا أنه يعاني من أزمات دفاعية كبرى ليس من شأنها أن تقدم إجابات فورية للمشاكل العديدة التي يعاني منها الريال منذ فترة طويلة.

وأدى وصول مبابي إلى هزة في الريال، حيث ترك القليل من المساحة لرودريجو وتسبب في تراجع بيلينجهام للخلف بعض الشيء إلى جانب ضعف مساهمته الدفاعية مع ضعف مساهمة فينيسيوس جونيور الدفاعية أيضًا، وبالتالي افتقد الريال السيطرة والصلابة الدفاعية.

هذه الأمور لن يجد المرينجي حلها في ضم أرنولد، الذي ودون شك سيكون خيارًا أفضل من فاسكيز إضافة إلى عدم خسارة فالفيردي في وسط الميدان بإرجاعه كظهير، ولكنه ليس الحل الذي يحتاج له الريال حاليًا.

واعترف أنشيلوتي نفسه بذلك عقب السقوط أمام ميلان في دوري الأبطال، بالإشارة إلى افتقاد فريقه للصلابة الدفاعية وغياب التوزان عند تعرضه للهجمات المرتدة، فوصول أرنولد لا يعني توقف الخصوم عن مهاجمة الريال من الجانب الأيسر.

وسيكون من الصعب للغاية على ريال مدريد أن يحافظ على لقبه الأوروبي أو المحلي بتلك الحالة وبتسكين لاعبين في غير مراكزهم، إذ يحتاج الريال بشدة إلى لاعب قادر على استعادة التوازن في وسط الميدان وهو أمر لم يستطع فعله الثنائي تشواميني أو كامافينجا، كما يحتاج إلى قلب دفاع صلب.

بعدها سيكون وصول ديفيز أو أرنولد أو كلاهما له قيمة، عدا ذلك ستستمر معاناة الريال الدفاعية وسيغامر بخسارة البطولات هذا الموسم.