أثار دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، الجدل مؤخرًا بتصريحاته السلبية تجاه ريال مدريد، تعليقًا على ما اعتبرها "أخطاء تحكيمية"، شهدتها مباراة الميرينجي وسيلتا فيجو (5-2) في ثمن نهائي كأس ملك إسبانيا.
وقال سيميوني في هذا الصدد: "هناك أشياء تُقال وتقلقك، وهناك أشياء تشغلك، مثلما حدث مع البارسا في الأسابيع الأخيرة، وما حدث أمس في البرنابيو".
وواصل: "حكوا لي مجموعة وقائع في المباراة، لكن مثلها موجود منذ 100 عام، لذا لا أعرف ما الذي يدهشكم".
وجاءت هذه التصريحات، في وقت تشتد فيه المنافسة بين أتلتيكو وريال مدريد وبرشلونة، على صدارة الدوري الإسباني.
نادٍ بلا مدرسة
لكنها ليست المرة الأولى، التي يدلي فيها سيميوني بتصريحات مثيرة للجدل عن الريال، فكثيرا ما انتقد أو سخر المدرب الأرجنتيني من الفريق الملكي، في وقائع سابقة.
فقبل بداية موسم (2019 - 2020)، عانى ريال مدريد من ضعف النتائج في الفترة الإعدادية، وسقط وديًا أمام أتلتيكو مدريد في الولايات المتحدة (7-3).
وحينها لم يفوت سيميوني الفرصة للنيل من غريمه، الذي قدم أيضا موسما باهتا في (2018 - 2019).
وفي حوار مع شبكة "La Nacion"، قال سيميوني: "عندما يصل المدربون إلى أي نادٍ، يتعين علينا فهم تاريخه.. فإذا لم نفهمه، سنمر بوقت سيئ أكثر من الجيد".
وأضاف: "بالتالي، أفضل شيء يمكن للمدرب فعله، هو أن يسأل: ما هو تاريخ هذا النادي؟.. وعليه بعدها أن يصوغ أسلوب لعب يتماشى مع تاريخ النادي، مع الحفاظ على هويته كمدرب بالطبع".
وتابع: "أياكس لديه مدرسة محددة، وبرشلونة لديه مدرسة محددة، وكذلك الأمر مع يوفنتوس وأتلتيكو مدريد.. أما ريال مدريد فلا، فهو يعتمد فقط على الموهبة المتوفرة لديه في الفريق، ويقدم نفسه بناءً على ذلك بطرق مختلفة".
وجاء رد الميرينجي بعدها على أتلتيكو في الملعب، بالتعادل معه سلبيًا في عرين الروخي بلانكوس، ثم الفوز عليه (1-0) في البيرنابيو، قبل أن يتوج الريال بلقب الليجا.
كما تغلب الملكي على الأتلتي، في نهائي السوبر الإسباني بركلات الترجيح، في ذلك الموسم.
جماهير الريال النائمة!
ولم تسلم جماهير ريال مدريد أيضا من انتقادات سيميوني، ففي موسم (2016 - 2017)، وأثناء مباراة بين أتلتيكو مدريد وريال سوسيداد، وجه المدرب الأرجنتيني رسالة لمشجعي فريقه.
وحينها كان أتلتيكو متقدما (1-0)، ورأى سيميوني أن الجماهير لا تشجع الفريق كما يجب، ولا تحدث صخبا، ليقول لهم: "هيا يا شباب، هل أنتم نائمون؟ ما الأمر؟".
وتابع: "لم يتبق سوى القليل من الوقت.. شجعوا الفريق وإلا ستصبحون مثل مشجعي ريال مدريد.. اتركوا الساندويتش واهتفوا، فالأمر سينتهي قريبًا".
ومرة أخرى، كان رد الريال حاضرًا.. فرغم تعادل الفريقين بعد ذلك اللقاء في البيرنابيو (1-1) بالليجا، تواجه الغريمان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وفاز المرينجي (3-0) على ملعبه ذهابًا، قبل أن يخسر (2-1) في الإياب، لينجح في العبور لنهائي البطولة، التي توج بها على حساب يوفنتوس (4-1).
لا لريال مدريد
وفي عام 2017 أيضا، صرح سيميوني بأنه لن يتولى تدريب ريال مدريد، وذلك بعدما مر على قيادته لأتلتيكو 6 سنوات، أعاد خلالها الهيبة للفريق، وبات من أفضل المدربين في العالم.
وقال الأرجنتيني وقتها، خلال حوار مع شبكة "Onda Cero": "لن أدرب ريال مدريد أبدًا.. الأمر منطقي بسبب المشاعر، كما أنهم لن يطلبوني أبدًا أيضًا.. لا أزال صغيرًا في السن، وبالتالي ربما أقود فريقًا إسبانيًا آخر يومًا ما".
رد جديد سريع؟
في كل مرة كان ريال مدريد يرد بقوة على سيميوني، ويبدو أن الفريق الملكي لديه فرصة بعد تصريحات الأرجنتيني قبل أيام ليرد سريعًا من خلال اقتناص الصدارة.
وخسر أتلتيكو مدريد بنتيجة 0-1 على يد ليجانيس مساء أمس السبت ضمن الجولة 20 من الدوري الإسباني، ليتوقف رصيده عند 44 نقطة في المركز الأول.
ولدى ريال مدريد فرصة لإزاحة غريمه عن القمة حال فوزه على لاس بالماس مساء اليوم الأحد ضمن نفس الجولة، إذ يملك الملكي 43 نقطة.
وبخلاف ذلك، سيتقابل الفريقان ضمن الجولة 23 من الليجا يوم 9 فبراير/ شباط المقبل على ملعب "سانتياجو بيرنابيو"، علمًا بأن التعادل (1-1) حسم مواجهة الدور الأول من المسابقة، والتي جاءت ضمن الجولة الثامنة، سبتمبر/ أيلول الماضي.