الإثنين 03-03-2025
ملاعب

ريمونتادا.. بنزيما "سلاح متعدد" وحد صفوف العالم

OIP (2)


يعتبر الفرنسي كريم بنزيما، قائد اتحاد جدة، أحد أبرز المهاجمين في تاريخ كرة القدم، نظرا للإمكانات الكبيرة التي يمتلكها، والتاريخ الطويل الذي كتبه بأحرف من ذهب خلال مسيرته الاحترافية.


اضافة اعلان
ورغم المسيرة العظيمة التي حققها بنزيما، إلا أنه مر بالعديد من المراحل الصعبة، من انتقادات جماهيرية وتذبذب في المستوى، وغيرها من الأمور التي كادت أن تدمره، لكنه استطاع التغلب عليها في نهاية المطاف.

ويقدم "كووورة " خلال السطور التالية، الحلقة الأولى من سلسلة "ريمونتادا"، المكونة من 8 حلقات على مدار شهر رمضان المبارك، بواقع حلقتين أسبوعيا، يومي الأحد والثلاثاء.


وسيتم الحديث خلال هذه السلسلة عن المعاناة التي مر بها أهم نجوم الدوري السعودي من المحترفين المسلمين، قبل أن يتجاوزوا هذه المحن ويحققوا الإنجازات، وسيكون بنزيما نجم الحلقة الأولى من "ريمونتادا".

بداية خطفت الأنظار

يعد بنزيما أحد أبرز إنتاجات أكاديمية أولمبيك ليون، قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول عام 2005، حيث سجل 66 هدفا وصنع 27 في 148 مباراة خاضها بمختلف المسابقات المحلية والقارية.

فضلا عن ذلك، فإن بنزيما، تمكن من الحصول على جائزة هداف الدوري الفرنسي خلال موسم 2007-2008، بعدما أحرز 20 هدفا في 36 مباراة.



تألق بنزيما، جعله هدفا للعديد من الأندية الأوروبية، وعلى رأسها ريال مدريد، الذي كان يسعى لبناء جيل جديد، لاستعادة مكانته محليا وقاريا.

وبالفعل كان بنزيما على رأس المشروع الملكي خلال صيف 2009، حيث تم التعاقد معه مقابل 35 مليون يورو، ليزامل العديد من النجوم، أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا، والألماني مسعود أوزيل، والإسباني تشابي ألونسو، والبرازيلي كاكا.

المهاجم "المحطة"

تناوب على مركز رأس الحربة في ريال مدريد، العديد من الأساطير، أمثال ألفريدو دي ستيفانو وبوشكاش وراؤول جونزاليس، بالإضافة للظاهرة البرازيلي رونالدو نازاريو، وغيرهم من الأسماء اللامعة.

كل هؤلاء النجوم، كانوا يمتلكون قدرات تهديفية مذهلة، ما جعل جماهير النادي الملكي، تعقد آمالا كبيرة على بنزيما في أن يسير على نهجهم.

ولكن أسلوب بنزيما، كان مختلفا عن هذه الأسماء، لعدة أسباب رئيسية، منها الأدوار التكتيكية التي كان يحصل عليها، بالمساهمة في بناء اللعب، عبر النزول لوسط الملعب، وترك مساحة العمق في أغلب الأحيان لرونالدو.

فضلا عن ابتعاده المستمر عن منطقة الجزاء، بهدف المجيء من الخلف وسرقة المساحات التي تتواجد خلف خطوط دفاع أي خصم، وهو ما دفع الجماهير والصحافة لإطلاق عليه اسم "المهاجم المحطة"، نظرا لابتعاده عن العمق والتسجيل.

حتى أن بنزيما نفسه، سبق وأن أكد أنه يضطلع بأدوار مختلفة بالثلث الأمامي بعيدا عن التسجيل، وهو ما يجعله مختلفا.



ورغم الدور البارز الذي كان يقدمه بنزيما، إلا أن هذا الأمر، تسبب في هجوم مستمر من الجماهير حول العالم، والتي كانت ترى بأن وظيفة المهاجم هي تسجيل الأهداف فقط.

سنوات المعاناة

عاش بنزيما أغلب فترات مسيرته مع ريال مدريد، معاناة كبيرة، بسبب الضغوطات الإعلامية والجماهيرية التي تعرض لها، خاصة في وجود رونالدو.

كريستيانو كان نجم الشباك الأول، بسبب التسجيل المستمر، رغم أنه كان يلعب كجناح في الفترات الأولى، وهو ما دفع الجماهير لانتقاد بنزيما، لعدم إحراز نفس القدر من الأهداف.

وما ساهم في ارتفاع حدة الانتقادات ضد النجم الفرنسي، هو إهدار العديد من الفرص السهلة، وسقوطه المتكرر داخل منطقة الجزاء، لتبدأ الجماهير في تركيب المقاطع والصور للسخرية منه، بجانب المطالبة برحيله.

ولكن رغم المعاناة التي عاشها بنزيما، إلا أنه كان الخيار الرئيسي لمعظم مدربي ريال مدريد، بسبب الأدوار التكتيكية التي كان يقدمها للفريق، وقدرته على تفريغ المساحات لرونالدو وجاريث بيل لاحقا، والمساهمة في شن هجمات مرتدة قاتلة على جميع الخصوم.

وامتلك الريال عدة مهاجمين خلال وجود بنزيما، جاء على رأسهم الأرجنتيني جونزالو هيجواين الذي تفوق على المهاجم الفرنسي في عدة مواسم في الجانب التهديفي، إلا أن هذا الأمر، لكن يكن شفيعا لاستمراره على حساب "البنز".

ريمونتادا بنزيما

تمكن الهداف الفرنسي من الرد على جميع المشككين، بمستويات خيالية خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا بعدما أصبح الرجل الأول في كتيبة الريال الهجومية، نتيجة رحيل رونالدو، صوب يوفنتوس.

وعاش الريال فترة صعبة بعد رحيل "الدون"، كانت بمثابة بداية النهاية للجيل الذهبي، بسبب تذبذب مستوى عدة أسماء، منها مارسيلو وجاريث بيل وإيسكون ألاركون وغيرهم.



لكن الثابت الوحيد كان بنزيما، بل وصل لقمة درجات التألق عبر التسجيل، بجانب أدواره التكتيكية المستمرة منذ يومه الأول، حتى تمكن من قيادة "الميرينجي" نحو لقب دوري أبطال أوروبا موسم 2021-2022، بسيناريوهات خيالية.

وكان الموسم المذكور، بمثابة الأفضل في مسيرة بنزيما، حيث توج هدافا للدوري الإسباني (27 هدفا)، بجانب حصد اللقب مع فريقه، ليصبح بعدها لاعب العام في أوروبا، بالإضافة للحصول على الكرة الذهبية، كأفضل لاعب في العالم.

كل هذا التألق، ساهم في تحويل الكره إلى حب، والإخفاق إلى إنجازات، ليدفع كل جماهير العالم إلى التوحد والاعتراف بجدارته وأفضليته.

ويعد "كريم" ثاني هدافي الريال عبر التاريخ بواقع 354 هدفا، بالإضافة إلى أنه رابع هدافي دوري الأبطال (90).

وقرر بعدها الانضمام لصفوف اتحاد جدة في صيف 2023، ولكنه تعرض لمعاناة جديدة، بسبب إصابات مستمرة واضطراب إداري، وضعف عام في الفريق، ليواجه انتقادات جديدة، ومطالب برحيله، بعد الفشل فنيا وجماعيا بالموسم الأول.

وفي الموسم الحالي، استطاع بنزيما مساعدة الإدارة بجلب أسماء عالمية كبرى، بالإضافة إلى قيادة الاتحاد نحو صدارة الدوري، وأصبح اللاعب الأكثر مساهمة في المسابقة، بجانب الوصول لنصف نهائي كأس الملك، لينجح في "ريمونتادا" جديدة.

بنزيما في رمضان

يعتبر بنزيما، أحد أشهر المسلمين في ملاعب العالم، حيث يحرص النجم الفرنسي دائما على صيام شهر رمضان من خلال نشر الصور، أثناء السحور والإفطار.

ويقول بنزيما: "الصيام لا يؤثر على أدائي، حتى وإن كان الأمر يتعلق ببطولة كأس العالم أو دوري أبطال أوروبا أو المشاركة محليا، أنا لاعب محترف، وأعرف جيدا مسؤوليتي، لذا أعتقد أن أدائي لن يتأثر، وأحب الأجواء العائلية في رمضان".

وسبق وأن نشر بنزيما عدة صورة للإفطار، حيث يحرص على تناول كوب من اللبن، بجانب عدة تمرات، من أجل الحصول على الطاقة، قبل أداء بعض التدريبات.

ورغم إقامة بعض المباريات والتدريبات في أوقات الصيام، إلا أن المهاجم الفرنسي كان يرفض الإفطار، ويتمسك بالفريضة الإسلامية.

وسلطت صحيفة "صن" البريطانية، الضوء على تألق بنزيما خلال فوز الريال على تشيلسي (3-1) في ذهاب ربع نهائي نسخة 2021-2022 من دوري الأبطال، حيث سجل وقتها هاتريك أثناء صيامه.